السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

بعض الإجهاد مفيد لصحتك!

التوتر والإجهاد
22 نوفمبر 2022 23:30

يخشى العديد من الناس من التعرض للتوتر والإجهاد (stress) جراء ضغوط الحياة اليومية. لكن الأمر قد لا يكون سيئاً بالنسبة لعمل الدماغ، وفقاً لبحث جديد أجراه معهد تنمية الشباب في جامعة ولاية جورجيا الأميركية.

 

وجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Neuropsychologia، أن المستويات المنخفضة إلى المعتدلة من الإجهاد تعمل على تحسين الذاكرة العاملة، والمعلومات قصيرة المدى التي يستخدمها الأشخاص لإكمال المهام اليومية، مثل تذكر رقم هاتف شخص مّا أو تذكر الاتجاهات للوصول إلى موقع معين.

رغم ذلك، يقول الباحثون إن هناك تحذيراً، حيث إن نتائج الدراسة محددة بالإجهاد المنخفض إلى المتوسط. فبمجرد أن تتجاوز مستويات التوتر لديك المستويات المعتدلة وتصبح ثابتة، يصبح هذا التوتر ساماً.

قال عساف أوشري، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ المشارك في كلية علوم الأسرة والمستهلكين "النتائج السيئة للتوتر واضحة جداً وليست جديدة".

يمكن أن تؤدي المستويات العالية المستمرة من الإجهاد إلى تغيير بنية الدماغ. حيث تؤدي إلى زيادة المادة البيضاء على حساب المادة الرمادية، والتي تشارك في التحكم في العضلات واتخاذ القرار وضبط النفس والتنظيم العاطفي وغير ذلك. يمكن أن يجعل الإجهاد المزمن الأشخاص أكثر عرضة لمجموعة متنوعة من الأمراض التي تتراوح من الغثيان والصداع النصفي إلى ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.

يضيف أوشري "لكن هناك معلومات أقل عن تأثيرات الإجهاد المحدود. تظهر النتائج، التي توصلنا إليها، أن المستويات المنخفضة إلى المعتدلة من الإجهاد ارتبطت بارتفاع التنشيط العصبي للذاكرة العاملة، مما أدى إلى أداء عقلي أفضل".

في بحث سابق، أظهر أوشري وزملاؤه أن مستويات التوتر المنخفضة إلى المعتدلة يمكن أن تساعد الأفراد على بناء المرونة وتقليل مخاطر الإصابة باضطرابات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب. أظهرت تلك الدراسة أيضًا أن نوبات الضغط المحدودة يمكن أن تساعد الناس على تعلم كيفية التعامل مع المواقف العصيبة في المستقبل.

تعتمد الدراسة الحالية على هذا العمل، حيث توفر التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) الذي يوضح كيف يمكن للضغط المنخفض إلى المتوسط ​​أن يجعل أجزاء الدماغ التي تتحكم في الذاكرة العاملة تؤدي وظيفتها بشكل أكثر فعالية.

- التغلب على التوتر بطرق صحية
قام الباحثون بتحليل فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي من مشروع Connectome البشري لأكثر من 1000 شخص من خلفيات عرقية وإثنية متنوعة. بتمويل من المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، يهدف مشروع Connectome البشري إلى توفير نظرة ثاقبة حول كيفية عمل الدماغ البشري.

أشارت النتائج إلى أن الأفراد، الذين أبلغوا عن مستويات إجهاد منخفضة إلى معتدلة، لديهم نشاط متزايد في أجزاء الدماغ التي تنطوي على ذاكرة عاملة. أظهر المشاركون، الذين قالوا إنهم عانوا من مستويات عالية من التوتر المزمن، انخفاضًا في تلك المناطق.

لتقييم مستويات التوتر المتصور، أجاب المشاركون على أسئلة حول مدى تكرار تعرضهم لأفكار أو مشاعر معينة. على سبيل المثال، "في الشهر الماضي، كم مرة شعرت بالضيق بسبب شيء حدث بشكل غير متوقع؟" و"في الشهر الماضي، كم مرة وجدت أنك لا تستطيع التعامل مع كل الأشياء التي كان عليك القيام بها؟". لقد أثبت هذا المقياس أنه مقياس فعال في مجموعة متنوعة من الدراسات الدولية الأخرى.

قام الباحثون أيضًا بفحص الشبكات الاجتماعية للمشاركين باستخدام مجموعة متنوعة من التدابير، بما في ذلك شعور الأفراد تجاه قدرتهم على التعامل مع الأحداث غير المتوقعة، ومدى رضاهم عن أهمية حياتهم وكونها ذات مغزى، وتوافر الدعم القائم على الأصدقاء في شبكاتهم الاجتماعية. 

لتحليل الذاكرة العاملة، عُرضت على المشاركين سلسلة من أربعة أنواع من الصور لأشياء مثل الأدوات ووجوه الأفراد، ثم طُلب منهم لاحقًا أن يتذكروا ما إذا كانت هي نفس الصور التي تم عرضها من قبل. ثم قام الباحثون بتحليل التصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغة المشاركين أثناء إكمالهم لمهام تقييم التنشيط العصبي في أجزاء مختلفة من الدماغ.

ربما ليس من المستغرب أن يكون المشاركون، الذين قالوا إنهم حصلوا على دعم أكبر من عائلاتهم وأصدقائهم، أكثر قدرة على التعامل مع مستويات التوتر المنخفضة إلى المعتدلة بطريقة صحية.

قال أوشري "بالنسبة لبعض الناس، فإن التعرض للشدائد أمر جيد. لكن بالنسبة للآخرين، ربما لا. من الممكن أن تتحمّل المزيد من التوتر إذا كان لديك مجتمع أو أسرة داعمة".

المصدر: الاتحاد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©