عدد اليوم
هناء الحمادي (أبوظبي)
هزاع العزيزي.. ترعرع في مدينة العين المعروفة بثقافتها الصحراوية وجمال طبيعتها التي تخطف الأنظار، يميل منذ الصغر إلى الاهتمام بالحيوانات الأليفة ورعايتها، لذا أصبح لديه شغف الالتحاق بكليات التقنية العليا في العين، ليحصل على بكالوريوس «العلوم البيطرية»، ويحقق حلم طفولته على أرض الواقع.
وقال العزيزي: «يعتبر تخصص العلوم البيطرية من التخصصات التي لا تلقى إقبالاً كبيراً من جانب الإماراتيين، وكان ذلك بالنسبة لي تحدياً ممتعاً لما فيه من صعوبة في الدراسة التي لا تخلو من مصطلحات طبية ودراسات عميقة تخص عالم الحيوانات، لتشخيص الأمراض والوصول إلى العلاج الصحيح، للحفاظ على صحة الإنسان أولاً من الأمراض التي يمكن انتقالها من الحيوان، وهذا يتحقق من خلال توفير الرعاية اللازمة للحيوانات ذاتها».
وأضاف «الطب البيطري بالنسبة لي أسلوب حياة وليس مجرد وظيفة، فكل يوم أعتبره فرصة للتطوير والتعلم في هذا المجال، وشغفي وحبي لهذا التخصص هو الذي يدفعني لاكتشاف كل جديد وبشكل مستمر».
فحوصات دقيقة
من فناء الجامعة إلى أرض الواقع، عمل هزاع العزيزي في مجال «الأمن الغذائي» بمزارع العين للإنتاج الحيواني، لتبدأ رحلة عمله ومتابعة حالة الحيوانات البرية والطيور بمختلف أنواعها.
وعن عملية الفحص التي تخضع لها الحيوانات في مزارع العين للإنتاج الحيواني، فهي تختلف من حيوان إلى آخر، حيث يتم فحص الحيوان بشكل كامل، وفي حالة اكتشاف أمر غير طبيعي أو خطب ما، يتم أخذ عينات من الدم للوصول إلى التشخيص الدقيق، ثم تبدأ مرحلة العلاج بناء على معطيات التشخيص للحيوان المصاب.
أهم الأمراض
ويوضح العزيزي أن الحيوانات تتعرض لأمراض عدة، لكنها تختلف حسب الأحوال الجوية والمواسم وأعمار الحيوانات، لكن أغلب الأمراض المتكررة هي «الأمراض التنفسية» التي تصيب الجهاز التنفسي، وكذلك «الأمراض المعوية» التي تنتشر بكثرة نتيجة الإصابة بالطفيليات المعوية، إضافة إلى أمراض الجهاز الهضمي التي تتمثل في إصابة بعض الحيوانات بعسر الهضم وغيره.
وأضاف «هناك متابعة مستمرة من قبل البلديات والجهات المسؤولة، للحد من انتشار الأمراض واحتوائها، فضلاً عن توفير اللقاحات بشكل مستمر للحيوانات، لحمايتها واكتساب المناعة اللازمة لمحاربة الأمراض.
تخصصات مختلفة
وأشار هزاع العزيزي إلى أن مجال الطب البيطري لا يقتصر على معالجة الحيوانات وحسب، بل هو يشمل الرفق بالحيوان وسلامة الغذاء والمحافظة على صحة الإنسان الذي يتعامل مع الحيوانات بشكل مباشر، خاصة وأن هذا المجال يضم الكثير من التخصصات، فهناك طبيب جراح، طبيب باطنة، طبيب باحث، وأيضاً أطباء مختصين في علاج الخيول وحيوانات المزرعة المختلفة، فضلاً عن أطباء مختصين في علاج الحيوانات الصغيرة والطيور.
طموحات وأمنيات
يطمح هزاع العزيزي أن تكون الإمارات من الدول الرائدة في مجال الأمن الغذائي ومن الدول المصدرة للحوم ومشتقات المنتجات الحيوانية، وأن يكون للشباب دور فعال وملهم يعكس أهمية الطب البيطري ومعرفة أهمية هذا التخصص، للالتحاق بهذا المجال ودراسته ومعرفة الكثير عنه، ليصبح لدينا مستقبلاً مشرقاً في ما يخص توفير سبل الرعاية الصحية والغذائية للحيوانات، وضمان الحفاظ على جودة الإنتاج الحيواني وازدهار الثروة الحيوانية في الدولة.
