كشف بحث جديد عن أن المرضى، الذين ينتظرون في قسم الطوارئ لإجراء عملية جراحية عاجلة، يصبحون أقل قلقاً وألما وأكثر استرخاءً عند الاستماع إلى الموسيقى. أثناء تقديم البحث أمام المؤتمر الأوروبي لطب الطوارئ، يوم الأربعاء 19 أكتوبر الجاري الجاري، قالت الممرضة ليزا أنتونسن، العاملة في قسم طب الطوارئ في مستشفى جامعة أودنسي في الدنمارك، أنها وجدت ارتباطًا ذا دلالة إحصائية بين الاستماع إلى الموسيقى وتقارير المرضى عن انخفاض الألم وتحسين الاسترخاء، بحسب ما جاء في موقع medicalxpress.com. وأضافت أنتونسن، التي أجرت البحث كجزء من أطروحة الماجستير الخاصة بها «عندما بدأت العمل في قسم الطوارئ لأول مرة، لاحظت أن المرضى، الذين ينتظرون الجراحة الحادة، غالبًا ما يكونون متوترين وحتى قلقين. وكانوا يودون معرفة المدة التي ستستغرقها الجراحة، وكان من المستحيل إخبارهم بسبب قائمة الانتظار في القسم والحاجة إلى إعطاء الأولوية للحالات العاجلة. لذا، فقد واجهوا الكثير من عدم اليقين. تساءلت كيف يمكننا دعم هؤلاء المرضى. علمت أن الموسيقى قد ثبت أن لها تأثيرات إيجابية على الألم والاسترخاء والرفاهية في الرعاية الصحية. لكن الأمر لم يختبر من قبل على المرضى الذين ينتظرون الجراحة الحادة». دعت أنتونسن جميع المرضى، الذين ينتظرون الجراحة العاجلة في قسم الطوارئ للمشاركة في الدراسة، وسجلت 14 رجلاً و16 امرأة تتراوح أعمارهم بين 18 و93 عامًا. كان المرضى ينتظرون الجراحة لحالات طارئة صحية مثل التهاب الزائدة الدودية أو انسداد الأمعاء أو التهاب المرارة. قدمت لهم وسادة موسيقية لمدة 30 دقيقة أثناء فترة الانتظار. تحتوي الوسادة على مكبر صوت مع مشغل MP3 متصل بها. كان مشغل MP3 يحتوي على برنامج MusiCure للموسيقى المؤلفة لأغراض خاصة. قبل وبعد استخدام وسادة الموسيقى، طلبت أنتونسن من المرضى تقييم آلامهم واسترخائهم وسلامتهم على مقياس بصري يتراوح من 0 إلى 10. بعد الاستماع إلى الموسيقى. تؤكد «وجدنا أنه، أثناء استخدام الوسادة الموسيقية، شهد المرضى انخفاضاً في الألم من متوسط درجة 4.8 إلى 3.7. وتحسن استرخاؤهم من متوسط 4.6 إلى 7.6. وزاد شعورهم بالرفاهية العامة من متوسط درجة من 4.3 إلى 6.6». تمضي أنتونسن «أظهرت النتائج الإحصائية وجود ارتباط إيجابي بين الموسيقى والاسترخاء والرفاهية العامة والألم الحاد الذي أبلغ عنه المرضى قبل الجراحة. ووصف المرضى كلاً من الرفاه الجسدي والعقلي أثناء الاستماع إلى الموسيقى. لقد شعروا بالراحة ووجدوا أنفسهم يفكرون في شيء آخر غير الألم والهموم المتعلقة بالجراحة. هكذا، قدمت الجلسة الموسيقية استراحة من بيئة المستشفى الحادة». على سبيل المثال، قالت امرأة تبلغ من العمر 65 عاماً للباحثة «لقد جعلني ذلك أشعر بالاسترخاء، ولم أفكر للحظة في أن أكون هنا في المستشفى. لقد فكرت للتو في أن أكون بالخارج في الطبيعة وأستمع إلى أصوات العصافير. حدث شيء آخر للحظة». وصفت الباحثة، أمام المؤتمر الأوروبي لطب الطوارئ، إحدى النساء في قسم الطوارئ في نوفمبر 2020، قائلة «كانت (المريضة) مستاءة، كان وجهها متوتراً، ويمكن أن تدرك أنها بكت للتو. قالت (المريضة) إنه كان يوماً صعبًا. خلال جلسة الموسيقى، استلقت بهدوء في السرير وعيناها مغمضتان. وعندما انتهت الجلسة قالت: «ليس بعد.. ثم ابتسمت لي. بدت مرتاحة أكثر». وأوصت الباحثة «لكي تنجح الموسيقى في تعزيز الصحة العقلية والجسدية بنجاح، يجب ألا يزعج المرضى أثناء الاستماع إليها. لذلك، يجب الانتباه إلى الهيكل التنظيمي الحالي لأقسام الطوارئ من أجل تنفيذ التدخلات الموسيقية بنجاح».