نجح فريق من الباحثين في إسبانيا في التوصل إلى طريقة لتقليل علامات التقدم في السن لدى مجموعة من الفئران. وجد الباحثون، في دراستهم التي نشرت في مجلة Science Advances، أن حقن الفئران الأكبر سنًا بحويصلات خارج خلوية (extracellular vesicles, EVs) من الفئران الصغيرة قلل من بعض علامات التقدم في السن. وقد ظل العلماء يبحثون عن طرق لإطالة عمر الإنسان لمئات السنين. وبينما أحرز بعض التقدم (من خلال تحسين النظام الغذائي والرعاية الصحية في الغالب)، لم يتحقق سوى القليل في إحراز تقدم حقيقي. في هذه المحاولة الجديدة، نظر الباحثون في إمكانية استخدام الحويصلات خارج خلوية كوسيلة لتقليل التدهور المرتبط بالعمر. والحويصلات خارج خلوية (extracellular vesicles, EVs)، التي تُعرف أيضًا باسم exosomes، هي هياكل يتم إنتاجها في الخلايا حقيقيات النوى (Eukaryote) التي تشارك في إرسال الإشارات بين الخلايا وتستخدم أيضًا لنقل الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA). بعد أن اشتبهوا في أن جوانب عملية التقدم في العمر قد تكون مرتبطة بتدهور الاتصال بين الخلايا، تساءل الباحثون عما سيحدث إذا قاموا بحقن الفئران الأكبر سنًا بحويصلات خارج خلوية (EVs). لمعرفة ذلك، استخرجوا الخلايا الجذعية من الأنسجة الدهنية في فئران الاختبار الصغيرة. بعد ذلك، قاموا بجمع الحويصلات خارج الخلوية التي تم إنتاجها بواسطة الخلايا التي جمعوها. ثم قاموا بحقن الفئران الأكبر سنًا بتلك الخلايا مرة في بداية التجربة ومرة أخرى بعد أسبوع. بدأ الباحثون في دراسة الفئران لمعرفة التأثير المحتمل لحقن تلك الخلايا عليها. وجدوا أنه، بعد أسبوعين فقط، أظهرت الفئران تحسنًا في القوة البدنية، مما يشير إلى انخفاض في تنكس العضلات المرتبط بالعمر. ووجدوا أيضًا أن الفئران لا تتعب بسهولة وتميل إلى التنسيق بشكل أفضل ونما فروها بسرعة أكبر. لاحظ الفريق أن التحسينات بلغت ذروتها في حوالي 30 يومًا بعد الحقن الأولي واختفت بعد حوالي 60 يومًا. كما قام الباحثون بتشريح بعض الفئران المشاركة في الاختبار ووجدوا انخفاضًا في تنكس أنسجة الكلى وزيادة في إنتاج الخلايا. كما لاحظوا انخفاضًا في المؤشرات الحيوية الالتهابية وأن بعض الأنسجة بدت أصغر سناً.
عدد اليوم
