خولة علي (دبي)
يروي المصور الفوتوغرافي محمد راشد الزعابي من خلال عدسته جانباً من تاريخ الأجداد وإرثهم الثقافي، ليعبِّر عن مرحلة لها قيمتها في حاضر الأجيال ومستقبلهم، ويقدم رؤية واضحة عن الحياة المجتمعية آنذاك، عبر صور تظل خير آلية لاستحضار الماضي بكل تفاصيله وتجلياته، من خلال بيوت قديمة تسرد حجارتها الكثير من الذكريات.
تشكِّل البيئة المحلية المحور الأساس لمحمد الزعابي الذي يتأملها ويميز بين مواطن الجمال فيها ليعبِّر عنها بأسلوبه ويُعيد ترتيب عناصرها من خلال تفاعله مع مفرداتها. وهكذا تتبلور أفكاره، وتظهر جلية في صوره بكل فرادة وتميز. ويستند دائماً إلى التراث ويحاول استعراضه في قراءة المشهد من حوله بما يحمل دلالات كثيرة، يستشفها كل متذوق للفنون، مدرك لأهمية الصورة كوسيلة لتوثيق الماضي وحمايته من أن يتبعثر أو يُمحى من الذاكرة، بهدف دعم البحوث ودراسة التراث.
الفرجان القديمة
اعتمد الزعابي في بداية ولوجه عالم التصوير، على كاميرا تقليدية بسيطة، استطاع أن يستخدمها باحترافية، موثقاً الحياة الاجتماعية بمختلف أبعادها، من نمط حياة الأهالي قديماً وارتباطهم بأرضهم التي استطاعوا أن يحولوا مواردها البسيطة والمحدودة إلى وسائل، ساهمت في توفير مصدر دخل يسير لهم. ويكشف ما تضمنته الفرجان والأحياء القديمة بأزقتها الدافئة وبيوتها المتهالكة التي مازال بعضها قائماً، لتشهد على مرحلة مهمة من تاريخ المنطقة ونزوح أهلها، تاركين خلفهم تراثاً على ضفاف الخليج.
خصائص وسمات
وكان لاطلاع الزعابي على أعمال من سبقوه في هذا المجال، سبب لتطور مهارته وتنميتها، حيث أخذ بتجربتهم وتوجيهاتهم، ما أكسبه معرفة في تقنية التصوير، وجعله أكثر رغبة بالاستمرار فيه. ويسعى الزعابي إلى إبراز صور مختلفة من التراث تحاكي البيئات المحلية التي تتميز بسمات وخصائص فريدة، تستفز عدسات المصورين الباحثين عن صور مستلهَمة من الطبيعية وارتباط السكان بها. واعتاد الزعابي أن يلتقط صوراً للمواقع القديمة من إمارة رأس الخيمة مسقط رأسه، ويتحدث عن الكثير من المناظر الفريدة التي مرت به أثناء وجوده في الأحياء المهجورة.
معارض ومشاركات
أقام محمد الزعابي 3 معارض شخصية، وشارك ضمن معرض الكتاب برأس الخيمة، كما شارك في مسابقة جائزة العويس للإبداع بندوة الثقافة والعلوم للتصوير الفوتوغرافي بدبي، ونالت إحدى صوره المركز الأول. وسبق أن أرسل عدداً من الصور التراثية لسفارة الدولة لدى الولايات المتحدة الأميركية.
جوانب مضيئة
يشير محمد الزعابي إلى أهمية دور المصور في إظهار الجوانب المضيئة من وطنه، والتعريف بموروثه الوطني ونشره للأجيال من خلال الصورة. ويرى أن طموح أي فنان لا يتوقف عند هدف معين، وإنما لا بد أن يسعى دائماً خلف إنجازات مختلفة يحققها من حين إلى آخر.