اكتشفت بعثة تنقيب مشتركة أميركية وعراقية، في مدينة الموصل شمال العراق، ثماني جداريات عمرها 2700 عام تمثّل مشاهد معارك من زمن الملوك الآشوريين، كما أعلن مسؤول محلي اليوم الأربعاء. وحصل هذا الاكتشاف في موقع «بوابة المسقى» الأثري، أحد الأبواب القديمة لمدينة نينوى التاريخية، وحيث تقع اليوم مدينة الموصل.
تعرّضت هذه البوابة للجرف على يد عناصر تنظيم داعش الإرهابي. تعود الجداريات إلى عهد الملك الآشوري سنحاريب (705-681 قبل الميلاد)، وفق بيان صادر عن هيئة التراث والآثار العراقية.
جدارية تظهر جنديا يطلق سهما
بنى الملك سنحاريب مدينة نينوى، عاصمة الإمبراطورية الآشورية، وشيّد فيها خصوصاً قصراً ذا معالم مميزة. نُحتت على الجداريات المكتشفة، على سبيل المثال، صورة جندي وهو يستعدّ لإطلاق سهم، وكذلك أشجار ونباتات كالنخيل، بتفاصيل دقيقة.
ويقول فاضل محمد خضر، رئيس بعثة الصيانة من هيئة تراث وآثار نينوى: إن «هذه الآثار جداريات قديمة كانت مستخدمة في وقت سابق في قصر سنحاريب. استخدمها حفيد الملك سنحاريب في ترميم بوابة المسقى وإضافة أجزاء أخرى لغرفة الحرس».
يشار إلى أنه، في ذلك الحين، جرى تغيير معالم جزء كبير من النقوش التي كانت موجودة على الجداريات، موضحاً أن «الجزء المدفون داخل الأرض فقط هو الذي حافظ على هذه النقوش الموجودة حالياً». يشرح خضر أن هذه الجداريات هي «القطع الوحيدة الموجودة بشكل سليم نوعاً ما، وقد حافظت على شكلها الأثري منذ ذلك الوقت وحتى هذه الفترة».
يجري حالياً ترميم «بوابة المسقى»، بعد الدمار الذي ألحقه بها تنظيم داعش المتطرف، على يد فريق علماء آثار من جامعة بنسلفانيا الأميركية ونظرائهم العراقيين، بتمويل من التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (ألِف). تعرضت آثار العراق للنهب خلال السنوات الماضية خاصة من قبل تنظيم داعش المتشدد. ونفّذ التنظيم عمليات «تطهير ثقافي»، وفق وصف الأمم المتحدة، عبر تدميره وسرقته العديد من آثار حضارات بلاد ما بين النهرين، وبيع بعض منها في السوق السوداء.
عدد اليوم
