تامر عبد الحميد (أبوظبي)
لأن الشعر يجسد مواقف الشاعر، ولأنه لا يأتي من فراغ، وجد الشاعر الإماراتي خليل عيلبوني نفسه يعبر عن مشاعره تجاه صحيفة «الاتحاد»، بالتزامن مع الذكرى الـ 53 لتأسيسها، من خلال قصيدة بعنوان «تحية إلى جريدة الاتحاد»، معرباً عن فخره بمشاركته في هذه المناسبة الغالية.
قال الشاعر خليل عيلبوني: «الاتحاد»، منصة إعلامية كبيرة، لها مكانة خاصة في قلبي، لاسيما أنني كنت من أوائل الذين نشروا أشعارهم على صفحاتها، وأنا لم أكتب هذه القصيدة لتكون مجرد «تحية»، بل عبّرت فيها عن مشاعر حقيقية تربطني بهذه الجريدة المرموقة، بعنوان «تحية إلى جريدة الاتحاد» وقد أبدع في أدائها وتلحينها الفنان الإماراتي طارق المنهالي، حيث سهرت عليها ليلة كاملة، ولأهمية المحتفى بها، انقضت أول 5 ساعات من دون أن أنظم بيتاً واحداً، وما إن عدت بالذكريات إلى الماضي والزمن الجميل، حتى توالت أبيات القصيدة تنهمر على وجداني في زمن قياسي.
وذكر عيلبوني أنه أصدر كتاباً بعنوان «أبوظبي زمن البدايات»، عبارة عن صفحات لمقالات كان يكتبها في جريدة الاتحاد، ثم جمعها في كتاب يتضمن معلومات عن تاريخ أبوظبي، ورد في 5 فصول تناول فيها: الإنسان، والمكان، والإعلام، والحياة اليومية، والشعر والشعراء، وأشار في الكتاب إلى الملامح العمرانية والمجالات الإعلامية والاقتصادية والثقافية لأبوظبي، وهو من خلال ما تناوله ووثّقه يوجه المؤرخين والمتخصصين إلى مقومات النجاح التي جعلت دولة الإمارات في مصاف الدول المتقدمة.
العدد الأول
وأوضح خليل عيلبوني أنه لا يزال يحتفظ بالعدد الأول الذي صدر عن «الاتحاد» في 20 أكتوبر عام 1969، إذ لطالما كانت هذه الجريدة تمثل له قمة في مجال الإعلام، لاسيما أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، كان الداعم لصدورها، كما كان الوالد المؤسس، منذ أن تسلم مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في 6 أغسطس 1966، يفكر باستمرار في اتحاد الإمارات، وجاءت الجريدة لتحمل اسم هذا الهدف العظيم الذي تحقق بفضل سعي «زايد الخير» وجهوده «طيب الله ثراه» مع إخوانه حكام الإمارات.
فخر واعتزاز
واستطرد عيلبوني قائلاً: جريدة «الاتحاد» مثلت الوسيلة الإعلامية التي كنّا بحاجة إليها في ذلك الزمن، إلى جانب الإذاعة التي تأسست أيضاً في فبراير من العام نفسه، وأذكر أنني التحقت بالإذاعة في يناير 1971، وكنت أول من أذاع قيام اتحاد دولة الإمارات، في 2 ديسمبر 1971، وكنت أشارك بكتابة الشعر في «الاتحاد»، وهكذا بدأت الجريدة قوية ناجحة، وهكذا تستمر، وهذا ما دفعني بكل فخر واعتزاز لأنظم لها قصيدة «تحية إلى جريدة الاتحاد» في ذكرى تأسيسها الـ 53.
قصيدة: «تحِيَّة إلى جَريدَة «الاتّحَاد»
هِيَ الاتّحَادُ سِجِلٌّ مُنِيرُ
لِتَارِيخِنَا والسِّجِلُّ مُثِيرُ
بِعُمْرٍ تَجَاوَزَ خَمْسِينَ عَاماً
وَفِي كُلِّ عَامٍ لِمَجْدٍ تَسِيرُ
هِيَ الاتّحَادُ جَرِيدَةُ شَعْبٍ
يَرَى أَنَّهُ بِالمَعَالِي جَدِيرُ
وَقَائِدُ شَعْبِ الإِمَارَاتِ أَرْسَى
دَعَائِمَهَا لَمْ يَعُقْهُ العَسِيرُ
فَمَا كَانَ زَايِدُ إلَّا زَعِيماً
لَهُ كُلُّ حُرٍّ أَبِيٍّ نَصِيرُ
إِلَى البَدْءِ عُدْتُ لِأَقْرَأَ فِيهَا
حَكَايَا فِعَالٍ إِلَيْهِ تُشِيرُ
لِصَفحَاتِهَا حِينَ تَرْجِعُ تَلْقَى
بِأَنَّ الّذِي خَطَّهَا مُسْتَنِيرُ
مِنَ البَدْءِ كَانَتْ صَحِيفَةَ عِلْمٍ
وَفِي الصِّدْقِ لَيْسَ لَدَيْهَا نَظِيرُ
إِلَيْهَا أُقَدِّمُ أَسْمَى التَّهَانِي
وَأُعْلِنُ أَنِّي لَدَيْهَا السَّفِيرُ
فَلِلْاتِّحَادِ مَكَانٌ بِقَلْبِي
وَمَا هِيَ تَطْلُبُ مِنِّي يَصِيرُ