أحمد عاطف (القاهرة)
200 عام على صناعة السيوف والخناجر الأردنية، إرث عائلة معتز المزاري، حمل الأبناء مهنة آبائهم وأجدادهم جيلاً بعد جيل، يحفظون العهد ويقدمون للأسواق آلاف السيوف التي تزين منازل الأردنيين، يتداولونها بينهم كهدايا، الخناجر الصغيرة في مكاتبهم ديكور أساس.
عندما وصلت المهنة إلى معتز المزاري لم تكن في أفضل حالاتها، فلم يعد هناك اهتمام كبير بشراء السيوف والخناجر في السنوات الأخيرة، كما أنها مهنة شاقّة، الاعتماد عليها من الناحية المادية غير مفيد نظراً للوقت والجهد المبذول في صناعة سيف واحد.
لكن تلك العوامل لم تقف عائقاً أمام معتز الذي رفض التخلي عن الإرث الذي يفخر به، وقرر استكمال المهنة التي تربّى على حبّها منذ صغره، شاهد والده وجده يعملان في ورشة صغيرة وينتجان السيوف التراثية ذات القيمة التاريخية الكبيرة.
يقول معتز لـ «الاتحاد الأسبوعي» لم تكن لديّ أي معدات في البداية، ورغم ذلك صنعت أول سكين في حياتي من دون أدوات، وبعدها واصلت التطور حتى امتلكت المعدات التي تؤهلني لإنتاج السيوف والخناجر بشكل احترافي.
يستفيد الشاب الأردني من مصطلح إعادة التدوير الرائج مؤخراً، فيذهب إلى المناطق الصناعية المتخصصة في التعامل مع بقايا السيارات، يختار منها ما يريد ويصلح لصناعة السيوف، ويعود إلى ورشته، محملاً بكميات كبيرة منها.
أما عن تفاصيل الصناعة، فيوضح المزاري أنه يعالج تلك القطع القديمة بالنار، ويستمر بالطرق عليها يدوياً لأيام عدة حتى تتحول إلى نصل، ثم تليها صناعة الغمد من خشب الزان أو ما يتوافر لديه من أنواع الخشب، وأخيراً يستخدم الجلود والإكسسوارات المتاحة لصناعة حافظة السيف، ويكون حينها قد أتم مراحل الصناعة وجاهزاً لعرض بضاعته التراثية الثمينة.
ومع ذلك يواجه صعوبات، في مقدمتها ضعف المقابل المادي نظير الوقت والجهد المبذول، فالسيف الواحد يحتاج إلى أسبوعين من العمل الشاق المتواصل، بينما يستغرق الخنجر 5 أيام، كما أن ضعف التسويق يجعل بضاعته محلية فقط فلم يستطع حتى الآن فتح أي سوق خارجية لمنتجاته.
ويستمر عاشق السيوف في مهنته، فقد وجد أنه من غير المقبول التخلي عن إرث عائلته، خاصة مع القيمة التراثية الكبيرة التي يحملها السيف الأردني، فهي مهنة أصيلة في بلاد الشام، تستحق الدفاع عنها وحمايتها، حسب رأيه.