حدد باحثون في كلية الطب بجامعة فيرجينيا بالولايات المتحدة عاملاً رئيسياً في ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يؤدي إلى علاجات جديدة لهذا المرض الذي يصيب الملايين عبر العالم. يفتح الاكتشاف آفاقًا جديدة في فهمنا لكيفية تنظيم الجسم لضغط الدم. ويوضح هذا الكشف العلمي أيضا كيف تؤدي المشكلات في هذه العملية البيولوجية إلى ضغط الدم، المعروف أيضاً باسم ارتفاع ضغط الدم. يحدد البحث، المنشور في مجلة Circulation، "نموذجًا جديدًا لارتفاع ضغط الدم"، وفقًا لمقال افتتاحي مصاحب للبحث. تقول الافتتاحية إن اكتشافات جامعة فرجينيا "المبتكرة" تملأ "فجوات كبيرة" في فهمنا للأسباب الجزيئية الأساسية لارتفاع ضغط الدم. يقول سوابنيل سونكوساري، من قسم الفسيولوجيا الجزيئية والفيزياء البيولوجية في جامعة فرجينيا و"مركز روبرت إم بيرن لأبحاث القلب والأوعية الدموية" التابع لها: "يحدد عملنا آلية جديدة تساعد في الحفاظ على ضغط الدم السليم. ويظهر هذا العمل كيف يمكن أن تؤدي التشوهات في هذه الآلية إلى ارتفاع ضغط الدم"، مضيفاً أن "اكتشاف آلية جديدة لرفع ضغط الدم يمكن أن يوفر أهدافًا لعلاج هذا المرض".
- فهم ارتفاع ضغط الدم يصيب ارتفاع ضغط الدم الملايين كل عام ويتسبب في نسبة كبيرة من الوفيات عبر العالم. إذا تُركت الحالة دون فحص، يمكن أن تلحق الضرر بالقلب وتزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وغيرها من المشاكل الصحية. يتم التحكم في ضغط الدم جزئيًا عن طريق مستويات الكالسيوم في "خلايا العضلات الملساء" (smooth muscle cells) التي تبطن جدران الأوعية الدموية. تنقل تلك الخلايا الكالسيوم إلى الداخل وتستخدمه لتنظيم تقلص الأوعية الدموية حسب الحاجة. عادة ما يتم علاج ارتفاع ضغط الدم باستخدام "حاصرات الكالسيوم" التي تقلل من حركة الكالسيوم. لكن هذه الأدوية لها العديد من الآثار الجانبية لأنها تعيق آلية تستخدمها أجهزة متعددة في الجسم للقيام بوظائفها الطبيعية. لذا، فإن خيار العلاج الذي يستهدف الآثار الضارة للكالسيوم، دون المس بفوائده، يمكن أن يكون مفيدًا جدًا لمرضى ارتفاع ضغط الدم. اكتشف الباحث سونكوساري وفريقه مركزين مهمين، وغير معروفين من قبل، في خلايا العضلات الملساء التي تجلب الكالسيوم وتنظم ضغط الدم. ووجد الباحثون أن هذه "المجالات النانوية" تعمل كموصلات للأوعية الدموية، وتوجهها للانقباض أو الاسترخاء حسب الحاجة. وقرر الباحثون أن مراكز الإشارات هذه هي المنظم الرئيسي لضغط الدم الصحي. علاوة على ذلك، وجد علماء جامعة فرجينيا أن الاضطرابات في هذه العملية تساهم في ارتفاع ضغط الدم. في كل من نماذج الفئران ومرضى ارتفاع ضغط الدم، يُفقد التوازن الدقيق بين مراكز إشارات المُضيِّق والموسِّع. وتسبب هذا في ضيق الأوعية الدموية، مما أدى إلى ارتفاع ضغط الدم. تساعد النتائج الجديدة على فهم أفضل لكيفية احتفاظ أجسامنا بضغط الدم المناسب وتوفير أهداف جذابة للعلماء الذين يسعون إلى تطوير علاجات تستهدف الأسباب الكامنة وراء ارتفاع ضغط الدم. سيتطلب تطوير علاجات لا تؤثر على الآثار المفيدة للكالسيوم بحثًا إضافيًا وفهمًا أعمق لعملية استخدام الكالسيوم، لكن فريق الباحث سونكوساري يعمل بالفعل لتحقيق هذا الهدف. وقال سونكوساري "أظهرنا أن خلايا العضلات الملساء تستخدم "الفصل المكاني" لمراكز الإشارات لتحقيق انقباض أو تمدد الشرايين. نحن الآن نفحص المكونات الفردية لمراكز الإشارات هذه"، موضحاً أن "فهم هذه المكونات سيساعدنا على استهدافها لخفض أو رفع ضغط الدم في حالات المرض التي تظهر ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه، على التوالي". وسبق أن اكتشف سونكوساري السبب الذي يجعل السمنة تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.