هناء الحمادي (أبوظبي)
حظيت المرأة منذ قيام دولة الإمارات باهتمام ورعاية القيادة الرشيدة، الأمر الذي وضعها على طريق النجاح والوصول إلى الصدارة في مختلف المجالات، وإثبات مكانتها على الصعيدين المحلي والعالمي.
في «هيلث بوينت»، قسم العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل التابع لشركة مبادلة للرعاية الصحية، استطاعت إماراتيات أن يسطرن قصص نجاح في مجالهن، حيث تغلبن على التحديات التي واجهتهن في سبيل تحقيق معادلة البناء ومسيرة التنمية الشاملة.
انخرطت ميثاء علي الشويهي التي تعمل في قسم العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل منذ 6 سنوات، في هذا المجال بدافع الإنسانية، فهي تعمل على إعادة تأهيل المرضى على المستويين النفسي والجسدى، عبر برامج علاجية تصل إلى 10 جلسات.
وقالت الشويهي: في «هيلث بوينت» بقسم البالغين نعالج من عمر 13 عاماً فما فوق، ومعظم العلاجات تركز على الأشخاص الذين قاموا بعمليات جراحية للمفاصل، مثل تبديل الركبة والحوض أو تصحيح كسور، أو نتيجة إصابات رياضية أو كسور سابقة، فهؤلاء يكون لديهم ضعف في العضلات والأربطة، لاسيما كبار السن الذين يعانون من الخشونة والهشاشة.
وعن طريقة العلاج قالت الشويهي: في الغالب يكون العلاج على حسب الحالات، فبعد إجراء الجراحة يلتزم المريض نظاماً رياضياً، حيث نتابع مستوى تحسنه واحتياجاته للتمرين والعلاجات اللازمة لحالته، أما من يعانون من ضعف العضلات والأربطة فيخضعون لبرنامج تقوية مع تمارين مخصصة لهم، موضحة أنها خلال سنوات العمل شاركت في علاج الكثير من الحالات، وهي تشعر بالفخر لتحسن هؤلاء المرضى بعد خضوعهم لتمارين مخصصة لحالتهم.
دعم نفسي
ميثاء سالم النيادي تعمل في مجال العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل، ترى أن هذا المجال إنساني بالدرجة الأولى، فالمريض يحتاج إلى الكثير من الدعم النفسي قبل علاج حالته، ومن هنا يبدأ دورها، وقالت: العلاج الطبيعي يحظى بجانب إنساني كبير حيث نعيد الحياة والأمل للمرضى مهما كانت معاناتهم نتيجة تعرضهم لأمراض العضلات والركبة أو الخشونة، ودوري يتطلب متابعة الحالة من البداية وحتى التعافي ورجوع المريض لحالته الطبيعية بعد أي إصابة أو عملية جراحية.
وعن رحلة العلاج تذكر النيادي أن لكل حالة علاج مختلف، يبدأ من الإبر الجافة والتحفيز الكهربائي مع تمارين رياضية وجهاز الشوك، وتلك العلاجات تكون بعد تشخيص حالة المريض.
وعن تجربتها اليومية في إعادة تأهيل المرضى تورد النيادي، قائلة: نصادف يومياً الكثير من المرضى الذين خضعوا لعمليات تبديل الركبة أو المفاصل أو لإصابات رياضية أو تمزق في الأربطة. وتشعر النيادي بالسعادة حين ترى المريض قد تعافى كلياً، وأنها ساهمت في التخفيف من آلامه ليعود إلى حياته الطبيعية ويمارس الرياضة والأنشطة بدون ألم، موضحة أنها تابعت ذات مرة مريضة كانت تعاني من هشاشة عظام، وبعد الحمل والولادة فقدت قدرتها على المشي وكانت جليسة كرسي متنقل، وبين جلسة وأخرى أصبحت تمشي على عكاز بعدما كانت عاجزة تماماً عن السير، وهذه التجربة أشعرتها بأنه لا شيء مستحيل مع الأمل.
إصابات رياضية
عائشة الشحي لديها خبرة في العلاج الطبيعي لمختلف المجالات من عظام وأعصاب وإصابات رياضية، وذكرت أن مجال العلاج الطبيعي يحتاج إلى الكثير من الصبر والتحدي، حيث تصادف حالات فاقدة الأمل في التعافي، لكن بدورها كمعالجة تسعى إلى توفير العلاج النفسي قبل الجسدي. وعند شعور المريض بالراحة مع المعالج، يتعافى تدريجياً ويرجع إلى حياته الطبيعة.
وقالت الشحي: معظم الحالات التي أقوم بعلاجها ومتابعتها هي خشونة والتهاب المفاصل، تمزق الأربطة، التواء الكاحل، وضعف العضلات. وتطمح الشحي لأن تنشر ثقافة الوعي بأهمية العلاج الطبيعي، ودوره في علاج إصابات عدة، وفق بروتوكول وتمارين رياضية تساهم في تخفيف المعاناة والألم.
كوادر إماراتية
شيخة علي الشامسي اختصاصية علاج طبيعي، وخريجة كلية فاطمة للعلوم الصحية عام 2019 فرع مدينة العين، تقول: بعد الانتهاء من الثانوية العامة، معهد التكنولوجيا التطبيقية تخصص دبلوم العلوم الصحية، قررت استكمال مسيرتي بالجامعة في العلاج الطبيعي، حتى نجحت في الالتحاق بـ«هيلث بوينت».
وتسعى الشامسي إلى تطوير نفسها في مجال العلاج الطبيعي، واكتساب المزيد من المهارة والخبرة، لتتضاعف الكوادر الإماراتية الماهرة في هذا المجال.
رحلة يومية
أما حور النقبي بمستشفى «هيلث بوينت»، والحاصلة على درجة البكالوريوس في العلاج الطبيعي من كلية فاطمة للعلوم الصحية عام 2019، فقد أكملت خلال المرحلة الجامعية برامج تدريبية في أكثر من 6 مستشفيات في إمارة أبوظبي، قدمت خلالها الخدمات العلاجية للمرضى الذين يعانون من الإصابات الرياضية والعظام، ويرجع اختيارها لمجال العلاج الطبيعي إلى رغبتها في نشر الأمل لتغيير حياة شخص من الجلوس على كرسي متحرك إلى السير على قدميه.
وتبدأ رحلة العمل اليومية في حياة النقبي من الصباح الباكر لمتابعة الكثير من المريضات اللاتي يعانين من الإصابات الرياضية، لاسيما مفصل الركبة وهو الأكثر شيوعاً بين الرياضيين نتيجة عدم الوعي خلال إجراء تمارين الإحماء والاستطالة قبل وبعد ممارسة الرياضة، إضافة إلى ممارسة عادات يومية سيئة في بيئة العمل كالجلوس لمدة طويلة بوضعية خاطئة.
دورات تعليمية
تشعر حور النقبي بالسعادة لانضمامها إلى الكثير من الدورات التعليمية والتدريبية لتطوير مهاراتها في مجال العلاج الطبيعي، حيث أصبحت قادرة على تقديم أفضل خدمات علاجية حديثة ومتطورة، والاحتكاك بأصحاب الخبرات في هذا التخصص.
وعن طموحاتها، قالت: أسعى للمساهمة في توعية أفراد المجتمع ونشر ثقافة العلاج الطبيعي في تحسين حالات المصابين وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن هذا التخصص، وأطمح لتطوير نفسي من خلال الاطلاع على أحدث الطرق في علاج الإصابات الرياضية.