أبوظبي (الاتحاد)
قبل 43 عاماً ظهرت مجلة «ماجد» للمرة الأولى ملحقاً مع جريدة «الاتحاد»، واليوم تقف على أعتاب مرحلة تطويرية شاملة تواكب من خلالها طموحات الأطفال العرب في الألفية الثالثة شكلاً ومضموناً، وتتسق مع استراتيجية دولة الإمارات الرامية لإعداد جيل متسلح بقيم أصيلة، بقيادة الإعلامية نسرين فاخر، رئيس تحرير مجلة ماجد، التي استلمت راية أعرق مجلة عربية موجّهة للأطفال من عمر 7 حتى 14 عاماً.
تقول فاخر، التي شغلت مناصب مرموقة في مؤسسات إعلامية بارزة: «مجلة ماجد إنجاز إعلامي إماراتي ذاع صيته عربياً»، لافتة إلى أنها تنتمي إلى جيل «ماجد»، الذي كان ينتظر صدورها صباح الأربعاء من كل أسبوع بشغف كبير. وأكدت أن انضمامها إلى فريق العمل فرصة للمساهمة في صون هذا الإرث العريق من جهة، وإثرائه برؤى تطورية متماشية مع قيم دولة الإمارات والعالم العربي.
شكّل صدور العدد الأول من المجلة في 28 فبراير من العام 1979، منعطفاً كبيراً في مسيرة صحافة الطفل، التي رسختها إصداراً تربوياً وترفيهياً هادفاً تركن إليه الأسر لتزويد أطفالها بجرعة مركّزة من الفائدة والاستمتاع.
مرّت المجلة، الصادرة عن شركة أبوظبي للإعلام، بأطوار تحديثية كان أبرزها تحويلها إلى إصدار شهري في العام 2020 استناداً إلى دراسات واستطلاعات ميدانية مركّزة.
حقّقت المجلة مبيعات هائلة جعلتها الأكثر مبيعاً في السوق العربي، وسجلت مبيعاتها رقماً قياساً في تاريخ صحافة الأطفال وصل إلى 176.500 نسخة في الأسبوع، وفقاً لتقرير مؤسسة التحقق من الانتشار الدولية. تربعت المجلة على عرش صحافة الأطفال بفضل شخصياتها الكرتونية التي امتاز كل منها بطباع جعلت الطفل يشعر بأنه يمثِّله، منها من استمر ومنها من تطور ومنها من اختفى. ولعل أبرز الشخصيات العالقة في ذاكرة أطفال العرب كسلان، وفضولي، وأبوالظرفاء، وأمونة، والنقيب خلفان ومساعده فهمان، وزكية.
وانطلاقاً من مسؤوليتها الاجتماعية، أطلقت المجلة مبادرات محلية وعربية تركت بصمة خالدة في المجالات التي تبنتها، لترسم المجلة لنفسها خطاً واضحاً منذ عددها الأول يجعلها مجلة عربية الهوية والقيم.
وقبل صدور العدد الأول تم إصدار عددين تجريبيين أطلق على أحدهما «حمدان» والثاني «دانة»، إلا أنه تم الاستقرار على اسم «ماجد» تيمناً بالبحار الشهير شهاب أحمد بن ماجد، أحد أبناء إمارة رأس الخيمة، ليتم توزيع 5 آلاف نسخة من العدد الأول مجاناً مع جريدة «الاتحاد»، لتصبح «ماجد» رفيقة الأطفال، ومرشدتهم، ومنبرهم، يعبرون من خلالها عن آرائهم وتطلعاتهم عبر صفحات مخصصة لذلك.
تبوأت مجلة «ماجد» مكانة كبيرة في قلوب الأطفال العرب من الخليج إلى المحيط وحازت ثقة الآباء والأمهات، بمحتواها التربوي الترفيهي الذي يغرس القيم النبيلة في نفوس قرائها ويساعد على صقل شخصياتهم، فاستحقت مجلة «ماجد» جائزة الصحافة العربية مرّتين، وأصبحت علامة فارقة في صحافة الطفل.