هناك اعتقاد سائد بأن استهلاك الجزء الأكبر من السعرات الحرارية اليومية في الصباح يحسن فقدان الوزن عن طريق حرق السعرات الحرارية بشكل أكثر كفاءة وبسرعة. لكن دراسة جديدة، نُشرت في 9 سبتمبر الجاري في مجلة "Cell Metabolism"، توصلت إلى أن تناول الشخص أكبر وجبة في وقت مبكر أو متأخر من اليوم لا يؤثر على طريقة استقلاب الجسم للسعرات الحرارية. ومع ذلك، فإن الأشخاص، الذين تناولوا أكبر وجبة في الصباح، أفادوا بأنهم شعروا بجوع أقل في وقت لاحق من اليوم. تقول البروفيسورة ألكسندرا جونستون، الباحثة في مجال التحكم في الشهية في معهد "رويت" بجامعة أبردين في اسكتلندا "هناك الكثير من الخرافات حول توقيت تناول الطعام وكيف يمكن أن يؤثر على وزن الجسم أو الصحة"، مضيفة "كان ذلك الاعتقاد مدفوعاً إلى حد كبير بالإيقاع اليومي. لكننا في مجال التغذية تساءلنا كيف يمكن أن يكون ذلك ممكنًا. قررنا أن نلقي نظرة فاحصة على كيفية تفاعل الوقت في اليوم مع التمثيل الغذائي". في هذه الدراسة، جنّد الباحثون أشخاصاً أصحاء يعانون من زيادة الوزن أو السمنة للسيطرة على وجباتهم الغذائية وقياس الأيض على مدى فترة من الزمن. وقد أكمل 16 رجلاً و14 امرأة الدراسة. عُـيّن كل مشارك بشكل عشوائي لتناول نظام غذائي غني في الصباح أو نظام غذائي غني في المساء لمدة أربعة أسابيع. كانت الوجبات الغذائية متساوية السعرات، مع توازن 30% بروتين، 35% كربوهيدرات، و35% دهون. بعد فترة انقطاع مدتها أسبوع واحد تم فيها توازن السعرات الحرارية على مدار اليوم، انتقل كل مشارك إلى النظام الغذائي المعاكس لمدة أربعة أسابيع. بهذه الطريقة، تصرف كل مشارك كعنصر تحكم دراسي خاص به. خلال الدراسة، قاس الباحثون إجمالي نفقات الطاقة اليومية للأشخاص. بشكل عام، وجد الباحثون أن نفقات الطاقة وفقدان الوزن الكلي كانا متشابهين في الحميات الصباحية الغنية والحميات المسائية الغنية. فقد الأشخاص ما يزيد قليلاً عن 3 كجم خلال كل فترة من فترات أسابيع الأربعة. كما لاحظوا التحكم الذاتي في الشهية، والتحكم في نسبة السكر في الدم، وتكوين الجسم. تقول جونستون "أفاد المشاركون أن التحكم في شهيتهم كان أفضل في الأيام التي تناولوا فيها وجبة فطور أكبر وأنهم شعروا بالشبع طوال اليوم"، موضحة "قد يكون هذا مفيداً جداً في بيئة العالم الحقيقي، مقابل بيئة البحث التي كنا نعمل فيها". لاحظت جونستون أن هذا النوع من التجارب يمكن تطبيقه على دراسة الصيام المتقطع (يُسمى أيضاً الأكل المقيد بالوقت)، للمساعدة في تحديد أفضل وقت في اليوم لاستهلاك السعرات الحرارية بالنسبة للأشخاص الذين يتبعون هذا النوع من النظام الغذائي. تخطط المجموعة لتوسيع بحثها في كيفية تأثير وقت تناول الطعام على التمثيل الغذائي من خلال إجراء دراسات مماثلة لتلك الموصوفة هنا في الأشخاص الذين يعملون بنظام الورديات. من الممكن أن يكون لدى هؤلاء الأفراد استجابات أيضية مختلفة بسبب اضطراب إيقاعاتهم اليومية. تخلص جونستون إلى أنه "من المهم أن نلاحظ أنه عندما يتعلق الأمر بالتوقيت واتباع نظام غذائي، فمن غير المحتمل أن يكون هناك نظام غذائي واحد يناسب الجميع"، مؤكدة "اكتشاف هذا سيكون مستقبل دراسات النظام الغذائي، لكن من الصعب جداً قياسه".