ساسي جبيل (تونس)
عرفت بوابة الصحراء مدينة نفطة التونسية، التابعة لمحافظة توزر، بالجنوب الغربي للبلاد، منذ التاريخ القديم بعلمائها، وهي مشهورة بعدد جوامعها الكبيرة وأضرحة أوليائها وبمجالس تدريس العلم والفقه في الدين، ما جعلها تسمى بـ «الكوفة الصغرى» تشبيهاً بمدينة الكوفة في العراق.
تُعتبر نفطة، نسبة للتسمية الرومانية «نبطة» شبيهة جداً بالمدن العُمانية، من حيث توافر واحات النخيل وصفاء الصحراء، ونمط الهندسة المعمارية ذات الطابع العربي الإسلامي، فضلاً عن طباع أهاليها وتقاليدهم وتمسكهم بالحفاظ على القيم العربية الإسلامية الأصيلة والتقاليد والعادات والبساطة والرحابة واللباقة وحسن الاستقبال.
ملتقى الثقافات
أكد الباحث الدكتور عثمان الجريدي، أن تسمية «الكوفة الصغرى» لمدينة نفطة جاءت كإشارة إلى تاريخها العريق ومكانتها العلمية واحتضانها لهجرات متلاحقة من القبائل العربية التي جاءت من المشرق العربي إلى جانب سكانها البربر الذين سكنوها قبل الفتح الإسلامي. وقد حافظ أهلها على النمط المعماري المميز، فلا تزال الأبواب المصنعة بحرفية عالية من جريد النخيل تزين مداخل البيوت والأحياء العريقة، ولا تزال المنشآت تبنى بالآجر. وتشتهر نفطة الصحراوية بتربية الجمال، ولا يزال أهلها يحتفظون بالعديد من العادات البدوية المرتبطة بتربيتها. يقوم أهل نفطة بجهود حثيثة لإحياء مكانتها التاريخية كملتقى للثقافات والشعوب، وكنقطة عبور لقوافل التجار والمسافرين. وتكللت جهودهم بإنشاء جمعية تعنى بحوار الحضارات والأديان هدفها التقريب بين الثقافات.
النمط المعماري
وقال السائح الفرنسي ميشال آلان، إنه معجب بمدينة نفطة ويراها واحة غناء يطيب فيها العيش، وتجمع التاريخ بالحداثة، مشيراً إلى أن نمطها المعماري جميل جداً، فضلاً عن فنادقها العصرية والبسيطة التي تشد الانتباه.
وذكر السائح الجزائري محمد الأمين عدوكة أن نفطة قريبة جداً من وادي سوف ليس جغرافياً فقط بل في العادات والتقاليد واللهجة، وقال إنه يجد راحته فيها، ما جعله يزورها في العام الواحد أكثر من 20 مرة. وأكد يوسف العكوري ابن مدينة نفطة، أن موطنه الأصلي جميل بواحاته وهندسته المعمارية وتماسك أهله. وذكر أن ما ينقص مدينته، هو الاهتمام من السلطات بالبنى التحتية ومرافق الترفيه.