محمد نجيم (الرباط) على امتداد مدة زمنية قصيرة تحترم المعايير التقنية والفنية للفيلم القصير، يصطحبنا المخرج المغربي كريم تاجواوت، من خلال فيلمه «طيف الزمكان» إلى رحلة غوص في أعماق النفس البشرية وآلامها، واستحضار الماضي من خلال ديكور بسيط وفقير يتكون من غرفة متهالكة يتوسطها أثاث بسيط من الطراز القديم، وتزين جدرانها صورة باللونين الأبيض والأسود يعلوها غبار كثيف لزوجين بلباس العرس المغربي الأصيل. يحثنا المخرج بذكائه السينمائي على استنهاض الحواس والمشاعر؛ لأننا أمام فيلم لا يعطي كل ما عنده بسهولة، بل يترك المتلقي في قلق وحيرة وهو يحاول أن يفك الألغاز المتشعبة ليجد ذاته وكيانه المهزوز. وداخل العمل لا نرى من الأبطال إلا خيالهم من وراء ظلال غامضة ومعتمة وداكنة. وقد استعان المخرج بتقنية «الفلاش باك» لاستعادة الزمن الهارب في حياة كل منا، واضعاً أمامه أسئلة وجودية تستنطق قسوة الحروب والكوارث ودمارها، داعياً المتلقي إلى الحفاظ على الإنسانية والتعلم من أخطاء الماضي ومن أخطاء مَن سبقونا إلى الوجود.«طيف الزمكان» فيلم تجريبي يدعو الناس إلى التفكير واستقراء الماضي والاستفادة منه والعيش فيه. وقد ركز المخرج في سرد أحداث الفيلم على البيت كموضوع ومسرح وفضاء ليروي تأثير الحروب على الأسرة، حيت كل مكوّن من مكونات هذا الفضاء تسرد حدثاً ما، فيجعل من البيت بطلاً لفيلمه.