يقفز هنري لا كروس من على دراجته النارية ويمسك بشاب قبل أن يلقي بنفسه من جسر لإنهاء حياته... لكنّ هذا الإطفائي الذي يعمل في ولاية "ميريدا" الفنزويلية، وهي منطقة تشهد أعلى معدل انتحار في البلاد، لا يكون محظوظا دائما.
سجلت فنزويلا العام الماضي 4,3 حالات انتحار لكل 100 ألف شخص، وفق تقديرات المرصد الفنزويلي للعنف. لكن في ولاية ميريدا، كان هذا الرقم أكثر من الضعف عند 9,9 حالات لكل ألف شخص.
لا توجد دراسات تفسر أسباب ارتفاع معدل الانتحار في هذه الولاية الجبلية المسالمة التي يبلغ عدد سكانها 860 ألف نسمة وحيث يعزز قطاعا الزراعة والسياحة الاقتصاد.
في نهاية يوليو، أطلقت السلطات المحلية حملة لمكافحة الانتحار، وقدمت مساعدة متخصصة مجانية.
وقالت فابيانا سانتاماريا النائبة الإقليمية "نحتاج إلى تثقيف المجتمع... بحيث يتوقف الأشخاص عن التفكير في الأمر، وحتى يفقدوا الخوف من ذكر كلمة انتحار".
وتتمثل الخطوة الأولى في إلقاء محاضرات في المدارس لزيادة الوعي بظاهرة الانتحار والوقاية منه.
وأضافت سانتاماريا "الأمر لا يقتصر فقط على إخبار شخص ما بألا يحاول الانتحار، بل بمنحه الأدوات اللازمة للعيش وحب الحياة".
وزادت السلطات من الدوريات في المواقع حيث يرتفع خطر محاولات الانتحار.
وقال لا كروس إنه كان يستجيب لمكالمة طوارئ بشأن عملية انتحار محتملة أخرى عندما أنقذ حياة الشاب البالغ 21 عاما على جسر في عاصمة الولاية.
تحدث لا كروس مع الشاب لمدة ساعتين قبل أن يقنعه بعدم إنهاء حياته.
-الاكتئاب
يفيد المرصد الفنزويلي للعنف، الذي يجمع معلومات من الصحافة وتقارير من السلطات، أن الاكتئاب هو أحد الأسباب الرئيسية لمحاولات الانتحار.
حاولت تهايس بلتران الانتحار بعدما تركها زوجها وأطفالها فجأة بين عشية وضحاها.
وقالت "كان الأمر مؤلما جدا".
لكنها الآن تعمل في منظمة غير حكومية تساعد المحتاجين وأشخاصا لديهم أفكار انتحارية.
وأنشأ اتحاد المعالجين النفسيين في فنزويلا خطا هاتفيا مخصصا لتقديم الدعم.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن واحدة من كل 100 حالة وفاة في كل أنحاء العالم تنتج عن انتحار.