13 أغسطس 2022 20:07
حدد باحثون من جامعة كالجاري في كندا طريقة جديدة واعدة لعلاج الالتهابات الجلدية البكتيرية والجروح.
في دراسة جديدة، نُشرت مؤخرًا في مجلة "Nature"، أظهرت المؤلف الأول الدكتورة راشيل كراتوفيل والمؤلفان الكبيران المشاركان الدكتور بول كوبيس والدكتور جوستين دينيسيت وفريقهما البحثي، رؤى جديدة يمكن أن تؤدي إلى تطورات في علاج الالتهابات البكتيرية والجروح.
تقول كراتوفيل "في حين أن ترجمة أبحاثنا إلى واقع ستتطلب العديد من التجارب وتتضمن نموذجًا أكثر ارتباطًا بالأمراض البشرية، فمن المثير أننا توصلنا إلى اكتشاف أساسي يمكن أن يحسن العدوى وإصلاح الأنسجة لدى البشر، خاصةً الحالات التي يصعب علاجها".
تقليديًا، اعتقد الباحثون أن الخلايا المتعادلة (neutrophils) والخلايا وحيدات النوى (Monocytes)، وهي خلايا الدم البيضاء، تجنَّد لإزالة البكتيريا من موقع مصاب على الجلد. عندما تعمل هذه الخلايا معًا، فإنها تكون بمثابة خط الدفاع الأول لجهاز المناعة في أجسامنا.
مع ذلك، يكشف البحث الجديد أن الخلايا وحيدات النوى وحدها قادرة على تسهيل التئام الجروح بشكل أسرع. تساعد هذه الخلايا في عملية الشفاء من خلال تنظيم مستويات هرمون "اللبتين" ونمو الأوعية الدموية أثناء إصلاح الجرح. كما أنها تنتج "الجريلين"، وهو هرمون يساعد على التئام الجروح بشكل أكثر كفاءة.
العلاقة بين هرمونات التمثيل الغذائي وإصلاح الأنسجة
تنتج المعدة هرمون "الجريلين" عندما يكون الشخص جائعًا، بينما تنتج الخلايا الدهنية هرمون "الليبتين" بعد تناول وجبة الطعام والشعور بالشبع. يُفهم هذا التوازن بين هرموني "الجريلين" و"اللبتين"، منذ فترة طويلة، على أنه حاسم لعملية التمثيل الغذائي والحمية الغذائية. ولكن، حتى الآن، لم يُعرف ارتباطه بآليات المناعة وإصلاح الأنسجة.
باستخدام الفحص المجهري الحيوي (intravital microscopy)، والذي يسمح بمراقبة الخلايا الحية، تمكنت كراتوفيل من تصور الاستجابة المناعية لبكتيريا العنقوديات الذهبيّة أو البكتيريا الكروية العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus) في نموذج حيواني.
هذه البكتيريا هي جرثومة توجد عادة على الجلد أو في أنف الجسم السليم. يمكن أن تكون محفزًا لمجموعة متنوعة من الأمراض المتعلقة بالتهابات الجلد والأنسجة مثل الخراجات أو الدمامل. في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي البكتيريا إلى التهابات شديدة مثل الالتهاب الرئوي.
بعد عدوى بكتيريا المكورة العنقودية الذهبية، يقوم الجسم بتجنيد تلك الخلايا المناعية المفيدة، الخلايا المتعادلة والخلايا وحيدات النوى. تقوم الخلايا المتعادلة بإزالة البكتيريا، بينما تساعد الخلايا وحيدة النوى في إصلاح الأنسجة. في حالة عدم وجود الخلايا أحادية النوى، تكون هناك زيادة في إنتاج هرمون "اللبتين"، مما يؤدي إلى نمو الأوعية الدموية في العدوى. يمكن أن تكون النتيجة تأخر الشفاء والتندب. في المقابل، تنتج الخلايا وحيدة النوى هرمون "الجريلين" في موقع الإصابة، والذي يمنع تكوين نمو الأوعية الدموية الزائد الناتج عن "اللبتين"، مما يؤدي إلى إصلاح الأنسجة.
أهمية نتائج الدراسة:
توضح الدكتورة راشيل كراتوفيل أن "هذا البحث مهم لأنه يشير إلى تحول نموذجي يتحدى التفكير الحالي المتمثل في كون الخلايا المتعادلة والخلايا وحيدات النوى تزيل البكتيريا. دراستنا ترفع دور الخلايا أحادية النوى في إصلاح الجروح".
يعتقد الباحث الرئيسي كوبيس أن هذه الدراسة، وهي نتاج 133 تجربة مستقلة، تفتح الباب لإدخال هرمونات التمثيل الغذائي (الجريلين واللبتين) في مجالات علم المناعة وعلم الأحياء الدقيقة.
يضيف كوبيس "سيكون من المثير للاهتمام، على سبيل المثال، أن نرى كيف يستجيب هرمون الجريلين واللبتين في نماذج الأمراض الأخرى مثل الجرح العقيم أو السرطان، ومعرفة كيفية تغيير هذه العمليات عندما يعاني المريض من أمراض أو حالات متعددة في وقت واحد مثل السمنة ومرض السكري".
الخطوات التالية:
تتمثل الخطوة التالية للباحثين في فهم أفضل لوظائف الخلايا المناعية مثل الخلايا المتعادلة أثناء الإصابة. على وجه التحديد، إنهم مهتمون بكيفية إزالة الخلايا المتعادلة من العدوى وما إذا كانت هذه الخلايا تقوم بوظائف مختلفة بالإضافة إلى إزالة البكتيريا.
المصدر: الاتحاد - أبوظبي