طور فريق كبير من الباحثين في جميع أنحاء الولايات المتحدة، جسمًا مضادًا أحادي النسيلة أثبت فعالية ضد مرض الملاريا في تجربة سريرية. نشرت نتائج بحث الفريق في مجلة "نيو إنجلاند الطبية" (The New England Journal of Medicine). والملاريا مرض تسببه الكائنات الحية الدقيقة الطفيلية من مجموعة "المُتَصَوِّرَة" (Plasmodium). يعاني الأشخاص المصابون بالملاريا من التعب والحمى والصداع والقيء. يمكن أن يكون هذا المرض مميتا خاصة لدى الشباب. تحدث معظم الإصابات بالملاريا في أفريقيا جنوب الصحراء، وكانت هناك جهود مستمرة لسنوات عديدة للحد من العدوى أو القضاء على المرض تمامًا. في العام الماضي فقط، ظهر لقاح الملاريا لأول مرة. لكن، لسوء الحظ، لم يعمل كما كان يؤمل. في هذه المحاولة الجديدة، سلك الباحثون نهجًا مختلفًا باستخدام الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (monoclonal antibodies). من المعروف لدى الجميع أنه لمحاربة الأمراض، تحفز اللقاحات جهاز المناعة على العمل من خلال إعطائه طعمًا ضئيلًا لما قد يحمله المرض، مما يؤدي إلى إنتاج الأجسام المضادة. تتمثل الطريقة الجديدة في تطوير الأجسام المضادة وإعطائها مباشرة للأشخاص حتى يتمكن الجسم من البدء في محاربة العدوى بكامل قوته بمجرد اكتشاف دخيل. في هذه الحالة، تم تحسين الجسم المضاد (المسمى L9LS) للتثبيت على بروتين معين يستخدمه طفيلي الملاريا لإصابة أعضاء الجسم، وخاصة الكبد. تضمنت التجربة الجديدة إعطاء الجسم المضاد لمتطوعين مشاركين في تجربة سريرية، وهم 17 شخصًا بالغًا أعطوا الجسم المضاد إما عن طريق الحقن أو الوريد. ثم تعرضوا جميعًا لبعوض يحمل طفيلي الملاريا في فترة ما بين أسبوعين وستة أسابيع. أُخضع المشاركون في التجربة لمراقبة واختبار لمعرفة ما إذا كانوا قد أصيبوا بالمرض. وقد أصيب اثنان منهم فقط، أحدهما تلقى جرعة منخفضة جدًا من الجسم المضاد والآخر حصل عليه عن طريق الحقن تحت الجلد. لاحظ الباحثون أن نصف عمر الجسم المضاد 56 يومًا، مما يشير إلى أنه يمكن أن يكون فعالًا لمدة تصل إلى ستة أشهر عند الأطفال. ويجب إجراء المزيد من الاختبارات لمعرفة المدة التي تستغرقها الحماية التي يمنحها هذا الجسم المضاد في الظروف العادية أي خارج نطاق التجربة السريرية.
عدد اليوم
