عدد اليوم
محمد نجيم (الرباط)
تشتهر مدينة فاس المغربية، بمعالمها الأثرية ومدارسها العتيقة وبجامعة القرويين، إحدى أقدم الجامعات في العالم، والتي أسستها فاطمة الفهرية عام 859 م. وتُعتبر المدرسة البوعنانية من بين أشهر المعالم المصنَّفة تراثاً عالمياً من قبل منظمة اليونيسكو، إذ تبهر السائح بروعة زخارفها ونقوشها التي تخطف الأبصار، وتعكس عراقة الهندسة المعمارية المغربية المستمدة من ثراء وعراقة التراث الإسلامي والأندلسي.
عام 1350م
غير بعيد عن جامعة القرويين، يصادف زائر مدينة فاس وحاراتها العريقة، مبنى المدرسة البوعنانية التي بناها السلطان أبو عنان فارس بن الحسن المريني عام 1350م حسب المصادر التاريخية. وتجمع المدرسة البوعنانية الكثير من الصفات المعمارية للمدارس العتيقة الموجودة في المدن المغربية بينها مكناس ومراكش، وتتميز بسعة غرفها وبأبوابها الكبيرة والنوافير وأحواض الماء المصممة وفق الطراز الأندلسي، إلى جانب قاعات فسيحة للمطالعة وأخرى للصلاة والوضوء.
زخارف ونقوش
يقول صفوان الحسني أستاذ مادة التاريخ: المدرسة البوعنانية معلم شامخ يجسِّد جمال الهندسة المعمارية المغربية، وتحظى بشهرة تخطت آفاق المغرب. إذ لا يمكن لزائر مدينة فاس أن يتغافل عن زيارتها لما تحمله من عبق التاريخ، وبراعة الحرفي المحلي في إبداع الرسوم والزخارف والنقوش الجبسية والخشبية ونفائس الخط العربي. وكلها جماليات تتوزع على الجدران التي استفادت من عملية الترميم ضمن برنامج إحياء تراث مدينة فاس العتيقة.
عاصمة للفكر
ويذكر الحسني أن المدرسة البوعنانية قامت لقرون عدة بتخريج عدد كبير من العلماء والفقهاء والطلبة في تخصصات متنوعة كالفلك والحساب والفقه والشريعة والنحو وسائر المعارف والعلوم المعروفة في التراث العلمي المغربي والإسلامي. وهي مدرسة زارها ابن خلدون وشخصيات علمية أخرى، مثل ابن ميمون والبابا سلفستر في إطار التلاقي بين الثقافة المغربية والثقافات العالمية. إذ إن مدينة فاس كانت عاصمة من عواصم الفكر والثقافة في المغرب وفي شمالي القارة الأفريقية التي اشتهرت بنشر العلوم والمعارف الإسلامية ووصل صيتها إلى أقطار العالم.
