الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«فيسبوك».. في وجه العاصفة

«فيسبوك».. في وجه العاصفة
30 يوليو 2022 00:20

نيويورك (الاتحاد)

يبدو أن فيسبوك في طريقه لخوض تجربة جديدة، قد يشهد فيها تغييرات شاملة في ظل تصاعد الضغوط عليه بسبب المنافسة الشرسة مع المنصات الرقمية الأخرى أو نتيجة الأوضاع في الأسواق العالمية، خاصة تلك ذات الصلة بقطاع التكنولوجيا الرقمية. يأتي ذلك بعد تراجع خطير في عائدات الشركة الأم «ميتا» في ظل تناقص عدد مستخدمي شبكاتها للمرة الأولى وتراجع إيراداتها الفصلية. واضطر ذلك رئيسها مارك زاكربرغ للقول إن على المجموعة أن «تحقق أكثر بموارد أقل».
وانخفضت إيرادات «ميتا» (فيسبوك وإنستغرام وواتساب) بنسبة واحد في المئة على أساس سنوي في الربع الثاني إذ بلغت 28.8 مليار دولار، بفعل عوامل عدة أهمها منافسة منصات أخرى بينها تيك توك، وخفض المعلنين موازناتهم بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة.
ووصل عدد المستخدمين الشهريين لواحدة على الأقل من شبكات المجموعة ومنصات المحادثة التابعة لها (فيسبوك وإنستغرام وواتساب ومسنجر) في 30 يونيو إلى 3.65 مليار شخص في كل أنحاء العالم.
وتثير هذه التطورات قلق الخبراء والمحللين بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
فالمجموعة التي تحتل المرتبة الثانية عالمياً في حجم الإعلانات الرقمية على منصاتها تستمد قوتها من قدرتها على الاستهداف الدقيق لمئات الملايين من المستخدمين في بيئة يقضون فيها وقتاً يومياً للتواصل الاجتماعي أو التسلية. 
وتعرض «إنستغرام» تطبيق الصور ومقاطع الفيديو للانتقادات هذا الأسبوع عندما دعته النجمتان كيم كارداشيان وكايلي جينر إلى أن يعود «إنستغرام» مجدداً ويكفّ «عن محاولة التحول إلى تيك توك»، وهي دعوة أيّدها المستخدمون وتداولوها على نطاق واسع.
وتعاني المنصات الكبرى أيضاً من تغييرات «آبل» في سياستها المتعلقة بخصوصية البيانات إذ أدت إلى الحد من هامش قدرة هذه الشبكات على استهداف المستخدمين بإعلانات تلائم متطلباتهم.
وتأتي هذه النتائج المخيبة للآمال، فيما تواجه الشركة ضعف عام في سوق الإعلانات وسط تحديات خطيرة تدفع كثيرين لإخضاع الشركة لعملية مراجعة قاسية تشمل حتى علامتها التجارية الرائدة، مع تحولها عن مسارها الطبيعي كمؤسسة عملاقة، يتركز نشاطها الأساسي في السوشيال ميديا، إلى قطاع الواقع الافتراضي منذ العام الماضي. كما يأتي ذلك أيضا بعد مكاسب صعبة حققتها شركات التكنولوجيا الأخرى مثل سناب وتويتر ونتفليكس، وسط موجة خوف عام من حالة ركود تلقي بظلالها على الجميع.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز أن مارك زوكربيرج الرئيس المؤسس استدعى أركان وقيادات ميتا مؤخراً إلى اجتماع عاجل في المقر الرئيسي بسان فرانسيسكو من أجل وضع خريطة طريق لتحسين تطبيق فيسبوك الأساسي وإجراء تعديلات جوهرية لتغيير الطريقة التي يتصفح بها المستخدمون المنصة. 
وجاء ذلك بعد ضغوط مكثفة مارسها زوكربيرج على مديري الشركة، ليبذلوا قصارى جهدهم من أجل ضخ أفكار جديدة تساعد على مواجهة مرحلة الركود التي تهدد شركات التكنولوجيا الجديدة وسط ضغوط اقتصادية واسعة تعصف بالأسواق. وتقول نيويورك تايمز نقلا عن مصادر مطلعة إن بعض المديرين بدأ يتعرق من فرط إحساسهم بالضيق من الضغوط  التي يمارسها زوكربيرج لدفعهم إلى مطالعة تقرير مؤلف من 120 صفحة تشمل بالتفاصيل الدقيقة التغييرات المطلوبة.
وقد طار قادة فيسبوك من كل مكان في العام إلى مقر الاجتماع، حسبما تقول المصادر، من أجل جلسات عصف ذهني مكثفة، تؤدي في النهاية إلى تعديلات جوهرية لتمكين فيسبوك من الصمود في مواجهة المنافسة الشرسة مع منافسين بحجم تيك توك.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©