عدد اليوم
هناء الحمادي (أبوظبي)
استطاع صلاح محمد أن يترجم هوايته بتصليح المركبات منذ الصغر، حيث امتلك ورشة تصليح وبرمجة وطوَّر مهاراته في المجال ليسطع نجمه وسط محيطه العائلي وبين الأصدقاء. ولم يتوقف طموحه عند هذا الحد، فشرع إلى تطوير نفسه في تكنولوجيا السيارات وتطوير مشروعه بشكل لافت، وأصبح متخصصاً في فك شيفرة السيارات وإعادة برمجتها.
صلاح محمد يمتلك طاقة لا تنضب وعزيمة لا تكل. افتتح ورشته الخاصة وباتت اليوم عنواناً لعلاج الحالات المستعصية للمركبات المعروفة بتطورها التكنولوجي، والتي يصعب على العمالة التقليدية التعامل معها بحرفية وإتقان. ويقول صلاح محمد ابن الـ 30 عاماً إنه يفتخر بعمله كميكانيكي سيارات، ولا يهتم بنظرات الدهشة عند البعض ممن يقابلونه في الورشة ويعتقدون أن هذه المهنة لا تليق بالشباب. وهو على العكس يدعو جيله من المواطنين للإقبال على مثل هذا النوع من المهن وتعلّمها والعمل بها، لما لها من جدوى مالية.
منذ الصغر
بدأ صلاح العمل في مجال الميكانيكا منذ فترة طويلة حين تعطلت سيارته، وبحسب خبرته البسيطة استطاع معرفة العطل. وعمل على تطوير نفسه بزياراته المتكررة إلى الكاراجات، التي بالرغم من توفرها على العمالة إلا أنه وجد شغفاً في اكتساب مهارة التصليح ومعرفة أسرارها وفك رموزها بيديه.
ويذكر صلاح أنه عندما كان في العاشرة من عمره كان يصلح الدراجات قائلاً: انجذبت إلى هذا المجال منذ الصغر من حبي في عالم السيارات، وأنا حالياً بعد الانتهاء من دوامي في وظيفتي الحكومية أعمل في ورشتي الخاصة بتصليح أعطال السيارات.
قدرة المواطن
ويضيف: في البداية كان البعض يترددون في قدرتي كمواطن على العمل في مجال تصليح السيارات، لكن مع نجاحي في تصليح سيارات زملائي وأصدقائي، ذاع صيتي وأظهرت مهارة كبيرة في بناء «مكائن» السيارات من الألف إلى الياء. ولم يتوقف شغفي عند هذا الحد، بل وبكل فخر شاركت في العديد من المعارض وبطولات السيارات داخل الدولة وفي دول مجلس التعاون الخليجي وفي الولايات المتحدة الأميركية. وأنا سعيد بمهنتي، وأعشق العمل أسفل محركات السيارات وتصليح أعطالها.
المركز الأول
يفتخر صلاح بحصوله على «المركز الأول» في تحدي بناء المحركات في «معرض الإمارات للسيارات المعدَّلة» عام 2021، ويقول: إنجاز آخر يضاف إلى سجلي، وهو استخدام التكنولوجيا الرقمية في تشخيص وحل الأعطال كمبرمج كمبيوترات السيارات. وما يجعلني أفتخر بنفسي أيضاً، أن لدي سيارة عمرها 100عام موديل 1923، معدَّلة وتم تجديدها في ورشتي، وكثيراً ما تلفت انتباه الزوار حيث عملت على تصليحها وتعديلها.
ساعات العمل
يقضي صلاح محمد ساعات طويلة في ورشته لتصليح مختلف أعطال السيارات، والتي تختلف بين فصلي الشتاء والصيف. ويشعر بالسعادة أثناء أدائه لمهنته.
نظرات ودافع
يذكر صلاح محمد أن قصة نجاحه لم تكن سهلة، فقد واجه الكثير من نظرات الاستغراب لكونه شاباً إماراتياً يعمل في مجال الميكانيكا، ويعتبر أن ذلك شكَّل دافعاً لاستمراره في هذا المجال.
