منذ ظهور متحورات من فيروس كورونا المستجد، لاحظ العلماء أن متحور "دلتا" هو الأكثر فتكا على الإطلاق. لكنهم لم يعرفوا ما السبب وراء ذلك. لكن علماء يعتقدون، الآن، أنهم عثروا على الإجابة على هذا السؤال. للإجابة على هذا السؤال المهم، أجرى الباحثون في كلية الصيدلة والعلوم الصيدلانية بجامعة كولورادو الأميركية تحليلات فيزيائية حيوية على متحور دلتا والطفرات التي تشتمل على أجزاء منه. وقد نُشرت الدراسة في مجلة "Journal of Molecular Biology". يقول المؤلف كريشنا ماليلا البروفيسور في العلوم الصيدلانية في الكلية إن "النتائج، التي توصلنا إليها، تساعد في تفسير سبب استمرار إصابة المرضى المطعمين بالمتحورات الجديدة ولماذا يرجح نقل المرضى الذين أصيبوا بمتحور دلتا إلى المستشفى". حدد الباحثون تأثير البقايا المتحورة في مجال ربط المستقبلات (receptor binding domain, RBD) التي يرتبط من خلالها فيروس سارس كوف-2 بمستقبلات ACE2. مجال ربط المستقبلات (RBD) هو جزء أساسي من الفيروس يسمح له بالالتصاق بمستقبلات الجسم للدخول إلى الخلايا والإصابة بالمرض. يضيف ماليلا "نظرًا لحقيقة أننا نعلم أن اللقاحات أصبحت أقل فعالية ضد المتحورات الناشئة من سارس كوف-2، فمن المهم أن نفهم ما هي الطفرات التي تسبب هذا الانخفاض في القدرة على التحييد". وقد حدد العلماء معلومات مهمة عن مخلفات الطفرات التي تحدث الآن بشكل متكرر في متحورات من الفيروس، وهو ما مكنهم من فهم أسباب إفلات تلك المتحورات من المناعة الناجمة عن التطعيم أو الإصابة السابقة. وقد وجد الباحثون أن متحور "دلتا" أظهر خصائص فيزيائية حيوية فريدة على عكس المتغيرات السابقة "ألفا" و"بيتا" و"جاما". يولد جهاز المناعة البشري أجسامًا مضادة لتحييد الفيروس. وقد صنفت هذه الأجسام المضادة إلى فئات مختلفة، اعتمادًا على موقعها على الحاتمة (epitope) في مجال ربط المستقبلات. والحاتمة هي الجزء السطحي لمُسْتَضِدّ (Antigen) الذي يتم التعرف عليه من قبل النظام المناعي. أشارت نتائج الدراسة إلى أن متحور "دلتا" تطور بحيث بات يستطيع الإفلات من الأجسام المضادة. يُعتقد أن طفرة واحدة في متحور دلتا، تعرف اختصارا بالرمز T478K، تطورت من مرضى أصيبوا بمتحورات سابقة من فيروس كورونا. وثبت أن هذه الطفرة تفلت من الأجسام المضادة الناتجة عن عدوى كوفيد-19 السابقة.