عدد اليوم
خولة علي (دبي)
توثِّق عدسة الفنان الفوتوغرافي يعقوب يوسف الحمادي الحياة البرية في البيئة المحلية. وهو مصوِّر ومدرِّب صقور وطيار في عالم الصقارة، ومن أوائل من استخدم التكنولوجيا في تدريب الصقور بطائرات لاسلكية.
وقد سجلت عدسته تحديات كثيرة في المحميات الطبيعية بصحاري الإمارات، ليشق طريقه ويكشف عما في هذه المناطق من ثروة تتمثَّل في أشجارها وحيواناتها.
يطلعنا الحمادي على ما في البيئة المحلية من أسرار وحكايات تروي سلوك الحيوانات ونمط حياتها ونشأتها في طبيعة قاسية تتأقلم معها. وينطلق من هاجس شغفه بتوثيق اللحظة ومشاهد قد لا تتكرر.
ويقول: تعلَّقت بهواية التصوير منذ سنوات طويلة، واحترفتها فعلياً عام 2008 بالتزامن مع التحاقي بالعمل في مجال تدريب الصقور في إحدى المحميات بدبي.
ويلفت الحمادي إلى أن كل مصور مبتدئ، لابد أن يدخل مرحلة التدريب من خلال الممارسة المستمرة والتواصل مع مصورين متخصصين بالحياة الفطرية، لأن نمط تصويرها مختلف. ويذكر أنه اشترك في منتديات عدة للتعرف إلى أحدث تقنيات التصوير والاستفادة منها لتنمية مهارته وتطوير تجربته.
مهارات خاصة
ويقول يعقوب الحمادي، إن مهمة تصوير الحياة البرية تتطلب بعض المهام الخاصة، وأذكر عندما تطلب مني تصوير أحد أنواع البوم الصحراوي المعروف بـ «النسارية»، كانت المهمة شاقة من خلال البحث المكثف عن أعشاشها، ومن ثم حفر حفرة أو نصب خيمة صغيرة بالقرب منها لمراقبة تحركاتها واقتناص اللحظة المنتظرة بين فترتي الصباح والعصر لضمان جودة عالية للصور.
ويشير إلى أن مصور هذا النمط من التصوير لابد أن يخرج بوفرة من المعرفة حول طبيعة الحيوانات وسلوكياتها، قائلاً: اكتشفت مدى سرعة الصقور مقارنة بالطيور الأخرى، كما أن البوم الأم عادة ما تأكل البوم الأضعف. ومثل هذه السلوكيات البسيطة يمكن أن يلمحها المصور بالصبر والثبات لفترات طويلة، والسرعة في اقتناص المشهد. ولا بد أن يستعين بعدسات بتقنية مخصصة لهذا النوع من التصوير، بدرجة زوم فوق مدى 400mm، واستخدام كاميرات عالية السرعة كتقنية الفوكس السريع.
ويؤكد الحمادي أنه من الصعب رؤية الحيوانات مع تمازج لونها ضمن البيئة، والمصور لابد أن يتمتع بدراية في أماكن وجودها عبر البحث عن الأعشاش والأوكار، أو تهيئة بيئة معينة يمكن أن تجذب الطيور والحيوانات لها، وتخفي المصور برداء خاص للتمويه.
معارض
شارك الحمادي في معارض عدة، بينها «إكسبوجر الشارقة» عام 2018، معرض سكة من تنظيم هيئة الثقافة والتراث بدبي عام 2019، ومعرض تشكيل من البداية إلى النهاية عام 2022. ويطمح لأن يصل إلى العالمية من خلال صوره.
