في مجمع كسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، تعمل مجموعات من العمال المهرة لتطريز الثوب الأغلى في العالم بخيوط من الفضة المطلية بالذهب. ترسم مجموعات العمال آيات من القرآن بخط الثُلُث، وهو نوع من الخطوط العربية، في 56 قطعة من الحرير الأسود تسمى المُذهبات تثبت بعد الانتهاء منها في كسوة الكعبة التي تتكلف 25 مليون ريال.
يقول سامي مزين (37 عاما)، الذي يعمل منذ ست سنوات في مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة، الذي تأسس قبل 100 عام تقريبا "يستغرق العمل في كل قطعة من قطع المُذهبات ما بين 20 يوما وثلاثة شهور قبل تثبيتها في الكسوة الكاملة، وهو الأمر الذي نعمل عليه لمدة 10 شهور تقريبا في العام".
قبل بداية التطريز الذي يتم بالكامل يدويا، تُطبع الآيات القرآنية والزخارف على قماش من الحرير الأسود مع حشوه بالقطن لإبراز الآيات والزخارف. وإلى جانب 185 سعوديا يعملون كل عام على إنتاج الكسوة، يجلب المجمع أحدث الآلات لتحويل شلل الحرير إلى قطع من القماش المنقوش والسادة. كما تُجمّع القطعة الحريرية لكل جانب من جوانب الكعبة الأربعة وتوصيلها ببعضها بعضاً بأحدث الماكينات.
يوضح سلمان اللقماني (57 عاما) رئيس قسم النسيج الآلي، الذي يعمل في صناعة الكسوة منذ 43 عاما "نستعين بالمكائن الجديدة والمستحدثة... كان العمل يدويا ومن ثم تحول العمل من اليدوي إلى الآلي، وكل ما ظهرت آلات جديدة أو تقنية حديثة للنسيج تجلبها الحكومة السعودية". ويضيف "الآلات لا يمكن أن تعمل بدون العامل البشري، لكن بعدد أقل وتقنية أفضل وجودة أعلى وهذا هو المطلوب والأهم".
بعد الانتهاء من تجميع الكسوة، تعلق في يوم الوقوف بعرفات (التاسع من ذي الحجة) فمع مناسك الحج لكن هذا العام قالت رئاسة شؤون الحرمين إنه سيجري تعليق الثوب الجديد في أول أيام شهر محرم. يقول اللقماني وقد بدا عليه التأثر "أشعر بالفخر والاعتزاز أني أعمل في هذا المكان، وأشارك أيضا منذ سنوات الحمد لله في عملية تلبيس ثوب الكعبة المشرفة".