كشف تغير المناخ عن جريمة عمرها 40 عاماً في مدينة لاس فيغاس بولاية نيفادا الأميركية بعد أن بدأ الجفاف المزمن الذي يضرب المنطقة ينيط اللثام عن أحلك أسرار المدينة. انخفض مستوى بحيرة "ميد" إلى مستويات قياسية، ما أدى إلى الكشف عن كومة من النفايات... والجثث. لكنّ واحدة من الجثث لفتت خصوصاً انتباه الخبراء المتخصصين في العصابات: هيكل عظمي لرجل أصيب برصاصة في رأسه حُشر في برميل وألقي به في البحيرة قبل أربعة عقود.
وقال جيف شوماخر من متحف "ذي موب ميوزيوم" في لاس فيغاس "كان لدى العصابات نزعة لوضع الأشخاص في براميل، سواء كانوا سيلقونهم في بحيرة أو سيرمونهم في حقل". وأضاف "هذا أولا. وثانيا، الشخص مصاب برصاصة في الرأس، وهو أسلوب القتل التقليدي للعصابات. وثالثا، نحن نعلم أن هذا حدث بين أواخر السبعينيات ومطلع الثمانينيات". أنشئت لاس فيغاس في عام 1905، لكن العمل في سد "هوفر" القريب لم يبدأ إلا في ثلاثينيات القرن الماضي عندما ازداد عدد سكانها بشكل كبير. ما أدى إلى تدفق عمال البناء، إلى المدينة ومعظمهم رجال. أصبحت المدينة غنية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وبحيرة "ميد" هي خزان ضخم على نهر كولورادو شكّلها سد هوفر، لكنها ممتلئة حتى ربعها فقط حاليا نتيجة الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة التي يغذيها تغير المناخ. وفيما يبدو أن هذا الاتجاه لن يستقر قريبا، قد يسهم انخفاض مستويات المياه في فك ألغاز جرائم عديدة. ما زالت شرطة لاس فيغاس تجري تحقيقات بشأن الجثة التي عُثر عليها في البرميل في بحيرة "ميد".