أيهما أكثر عرضة لـ«كوفيد» طويل الأمد.. النساء أم الرجال؟
امرأة مصابة بكورونا
21 يونيو 2022 23:19
تناولت دراسة جديدة، نشرت اليوم الثلاثاء، تأثير مرض كوفيد طويل الأمل على الرجال والنساء لمعرفة أيهما أكثر عرضة له بعد الإصابة بفيروس كورونا المستجد. كشفت الدراسة، التي نشرت في مجلة Current Medical Research and Opinion، أن الإناث أكثر عرضة «بشكل ملحوظ» للمعاناة من كوفيد طويل الأمد مقارنة بالذكور وسوف يعانين من أعراض مختلفة اختلافاً جوهرياً عن تلك التي يعانيا الرجال. وكوفيد طويل الأمد هو متلازمة تستمر فيها المضاعفات لأكثر من أربعة أسابيع وأحيانًا لعدة أشهر بعد الإصابة بمرض «كوفيد-19». لاحظ الباحثون من شركة «جونسون آند جونسون»، الذين أجروا تحليل البيانات من حوالي 1.3 مليون مريض، أن الإناث المصابات بكوفيد لفترة طويلة يعانين من مجموعة متنوعة من الأعراض بما في ذلك في الأذن والأنف والحنجرة، واضطرابات المزاج والعصبية والأمراض الجلدية والجهاز الهضمي وآلام المفاصل، وكذلك الشعور بالتعب. فيما كان المرضى الذكور أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الغدد الصماء، مثل السكري واضطرابات الكلى. يقول مؤلفو الدراسة، إن «معرفة الفروق الأساسية بين الجنسين التي تقوم عليها المظاهر السريرية وتطور المرض والنتائج الصحية لكوفيد-19 أمر بالغ الأهمية لتحديد وتصميم العلاجات الفعالة وتدخلات الصحة العامة الشاملة لاحتياجات العلاج التفاضلي المحتملة لكلا الجنسين». يضيف الفريق أن «الاختلافات بين الإناث والذكور في وظائف الجهاز المناعي يمكن أن تكون دافعاً مهماً للاختلافات بين الجنسين في متلازمة كوفيد طويل الأمد. تظهر الإناث استجابات مناعية فطرية وتكيفية أسرع وأكثر قوة، يمكن أن تحميها من العدوى ومن شدتها إن حصلت. ومع ذلك، هذا الاختلاف نفسه يمكن أن يجعل الإناث أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية لفترات طويلة». حصر الباحثون دراستهم على الأوراق الأكاديمية المنشورة بين ديسمبر 2019 وأغسطس 2020 حول كوفيد-19 وبين يناير 2020 ويونيو2021 بالنسبة لمتلازمة كوفيد طويل الأمد. كان عدد المرضى المشمولين في تلك الدراسات كبيراً. إلا أن 35 فقط من إجمالي أكثر من 640 ألف مقالة قدمت بيانات مصنفة حسب الجنس بتفاصيل كافية حول أعراض وعواقب مرض كوفيد-19 لفهم كيف تعاني النساء والذكور من المرض بشكل مختلف. عند النظر إلى البداية المبكرة لجائحة كوفيد-19، تظهر النتائج أن المريضات كن أكثر عرضة للإصابة باضطرابات المزاج مثل الاكتئاب وأعراض الأذن والأنف والحنجرة وآلام العضلات والعظام وأعراض الجهاز التنفسي. فيما كان المرضى الذكور أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات التي تؤثر على الكلى. لاحظ مؤلفو البحث أن هذا الدراسات المتاحة، التي اعتمدوا عليها، من بين القلائل التي تفكك الظروف الصحية المحددة التي تحدث نتيجة للأمراض المرتبطة بالإصابة بكوفيد حسب الجنس. وقد تطرقت دراسات إلى الفروق بين الجنسين في الاستشفاء، والقبول في وحدات العناية المركزة، والحاجة إلى المساعدة على التنفس، وكذا الوفيات. لكن البحث عن الحالات المحددة التي يسببها الفيروس، وأضراره طويلة المدى على الجسم، لم تدرس جيداً عندما يتعلق الأمر بالفروق بين الجنسين. أشارت الورقة البحثية أيضاً إلى عوامل أخرى تستحق المزيد من الدراسة. فالنساء قد يكنّ أكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس في بعض المهن بسبب زيادة أعدادهن في تلك المهن عن أعداد الرجال، مثل التمريض والتعليم. وخلص البحث إلى أن توفر بيانات مصنفة حسب جنس المريض أمر ضروري إذا أردنا ضمان معالجة النتائج المتباينة في مسار المرض.