أظهرت دراسة حديثة أن اتباع حمية البحر الأبيض المتوسط (نظام الحمية المتوسطي) تحتوي على مؤشر منخفض لنسبة السكر في الدم يمكن أن يؤدي إلى فوائد صحية تساعد في الوقاية من مرض السكري من النوع 2. تزيد أعداد من يصابون بهذا المرض على مستوى العالم كل عام. وتتمثل خطورة مرض السكري من النوع 2 في كونه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. في الدراسة الحالية، حقق الباحثون في كيفية تأثر نسبة السكر في الدم بعد الأكل، بنظام غذائي يحتوي على مؤشر مرتفع ومنخفض لنسبة السكر. تعاونت في إعداد الدراسة، جامعة بوردو (Purdue University) في ولاية إنديانا الأميركية وجامعة فيديريكو الثاني الإيطالية وجامعة تشالمر للتكنولوجيا في مدينة جوتنبرج السويدية. تقول تيريز هيورث، طالبة الدكتوراه في علوم الغذاء والتغذية في جامعة تشالمر وأحد الباحثين المشاركين في الدراسة «قد يكون خفض مستويات الجلوكوز بعد تناول وجبة استراتيجية للحد من انتشار مرض السكري من النوع 2، حيث من المحتمل أن تساهم زيادة الجلوكوز المرتبطة بالوجبات في تطور المرض». كانت أبحاث ودراسات سابقة أظهرت أن المؤشر الجلايسيمي، أو مؤشر نسبة السكر في الدم (GLYCEMIC INDEX)، للأطعمة الغنية بالكربوهيدرات يلعب دوراً رئيسياً في مستويات الجلوكوز في الدم بعد الأكل، وأن مرضى السكري يديرون التحكم في الجلوكوز عن طريق اختيار الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض. ولكن لم يكن هناك إجماع حول كيفية تأثير مؤشر نسبة السكر في الدم على الأشخاص غير المصابين بالسكري، لا سيما في سياق نمط الأكل الصحي. تضيف هورث «هناك بحث يُظهر أن استهلاك نمط الأكل الصحي من حمية البحر الأبيض المتوسط قد يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، ولكن لم تقم أي دراسات مسبقاً بتقييم تأثير الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض مقابل الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع فيما يتعلق بنظام الحمية المتوسطي». في الدراسة الحالية، التي نشرت في مجلة Nutrients«، أكمل 160 مشاركاً معرضين لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 أغذية لمدة 12 أسبوعًا لتقييم تأثير نمط الأكل الصحي من حمية البحر الأبيض المتوسط مع مؤشر جلايسيمي منخفض مقابل آخر مرتفع. استهلك المشاركون نصف الكربوهيدرات اليومية كأطعمة منخفضة المؤشر الجلايسيمي، مثل المعكرونة والأرز البني والخبز المسطح أو الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات، مثل أرز الياسمين والبطاطا والبطاطا المهروسة إلى جانب الفواكه والخضروات والأطعمة الأخرى الغنية بالكربوهيدرات التي استهلكوها جميعًا. وتؤكد الباحثة «كما افترضنا، كانت مستويات الجلوكوز في الدم أقل بعد الوجبات التي تحتوي على نظام غذائي منخفض المؤشر الجلايسيمي، مقارنة بالنظام الغذائي عالي المؤشر الجلايسيمي. وزاد الاختلاف بين المجموعات بمرور الوقت أثناء الدراسة. ومع ذلك، كان الاختلاف بين المجموعات في الغالب بسبب زيادة نسبة الجلوكوز في الدم بعد تناول الوجبة، في حين أن المشاركين الذين تناولوا مؤشر جلايسيمي منخفضا أظهروا نفس مستوى خط الأساس، مما يشير إلى أن مستويات الجلوكوز تزداد بعد تناول الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع لمدة 12 أسبوعاً». يقول الباحثون، إن الدراسة تظهر أن مؤشر نسبة السكر في الدم يؤثر على مستويات الجلوكوز في الدم بين الأشخاص غير المصابين بالسكري على الرغم من اتباع نظام غذائي متوسطي صحي. وهذا يعني أن النظام الغذائي الصحي لا يعوض عن نظام غذائي عالي المؤشر الجلايسيمي. ولذلك، يجب على المرء أن يفكر في جودة الكربوهيدرات في الطعام واختيار الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض. ويؤكد فريق البحث «نظراً لأن الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض، مثل المعجنات، هي جزء من نظام غذائي متوسطي تقليدي، فإن نتائجنا تشير إلى أن انخفاض المؤشر الجلايسيمي قد يكون مكوناً مهماً في الفوائد الصحية للنظام الغذائي المتوسطي». يقول الباحثون، إن نتائج دراستهم يمكن أن تكون مفيدة للغاية عند البحث عن مؤشرات حيوية معينة لاستهلاك الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع مقابل المنخفض.