ساسي جبيل (تونس)
عادة ما نسمع عن حدائق للحيوانات النادرة، كما نسمع عن أحواض مخصصة لأنواع الأسماك وفضاءات للطيور، لكن أن نسمع عن حديقة مخصصة للتماسيح، فإن الأمر يبدو غريباً باعتبار أن التماسيح شرسة ومفترسة وخطيرة جداً.
توجد الحديقة في جزيرة جربة بجنوب شرقي تونس، والتي تتميز بشواطئها الرملية الصافية وهندستها المعمارية، فضلاً عن شهرتها بالقرى الصحراوية البيضاء المتأثرة بالثقافات البربرية والعربية واليهودية والأفريقية، ما جعلها مدينة التعايش السلمي والهدوء والطمأنينة.
عام 2002
تحظى «جربة» بأهمية خاصة في عالم السياحة نظراً لأنها وجهة الأوروبيين، حيث يتجاوز عدد زوارها المليون سائح سنوياً، نتيجة لتنوعها وسحر طبيعتها، حيث كانت تُعرف بـ «جزيرة الأحلام»، منذ عام 1992 قبل التفكير في إنشاء «قرية التماسيح». وقد أُنشئت بعد دراسة عميقة عام 2002، بدءاً بـ 400 تمساح صغير من النوع «النيلي» تم جلبها من مدغشقر، ليتضاعف العدد ويتكاثر ويفوق حالياً الألف تمساح، نتيجة للتفقيس الاصطناعي. وتُعتبر هذه القرية، الأكبر حجماً والأجمل نوعاً في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، بعدما أصبحت تماسيحها الأكبر في أفريقيا. إذ يصل طول التمساح إلى 6 أمتار، بوزن ألف كيلوجرام، ما جعل الحديقة تتحول إلى واحدة من أبرز مزارات المدينة وأهم مقاصدها السياحية.
فترة التكاثر
وقال المرشد السياحي عمر الصياح: إن الحديقة تُعتبر موطناً للزواحف الأخرى والثعابين والسحالي، وقد أثرت إيجاباً في استقطاب عدد كبير من السياح، مضيفاً أن بعض التماسيح التي تتعدد فصائلها، بيعت بعد التكاثر المتزايد إلى دول أخرى مثل المغرب وفرنسا. وذكر أنها من أفضل الأماكن السياحية بتونس، وتتميز بالساحات الخضراء وبالأحواض المكشوفة في الهواء الطلق والمليئة بالتماسيح، وبأخرى مُغطاة نظراً للتغييرات الجوية. وأكد أن عشاق الاستكشاف يمكنهم التعرف على طريقة عيش التماسيح وفترة التكاثر وإنتاج البيض، ومتابعة جلسات تقديم الطعام لها، فضلاً عن التقاط الصور التذكارية معها.
وقال الفرنسي جون فريديك: إنها حديقة ساحرة، وجزيرة جربة مكان للتعايش السلمي مع التماسيح المفترسة. وذكرت رفيقته إليزابيت فيرونيك أن الحديقة ممتعة جداً وتغنيها عن زيارة فضاءات أخرى. أما التونسي يوسف الهلال، فأشار إلى أنه اكتشفها من خلال صفحات التواصل الاجتماعي، وشعر بأن جزيرة الأحلام هي فعلاً ساحرة، وأجمل ما فيها «قرية التماسيح».