عدد اليوم
هناء الحمادي (أبوظبي)
الخزف ذلك الفن الخالد في ذاكرة المدن العتيقة، يحكي لنا قصة حضارة، قوامه رسالة فنية بلغة بصرية جمالية تحمل لنا في مكنوناتها إرثاً حضارياً ينقله الخزف من جيل لآخر، مسجلاً حضوره الراسخ على قائمة الفنون التشكيلية عبر أعمال إبداعية أضافت لذلك الصلصال الصامت لغات تعبيرية، واصفا أحداثاً بلغة تشكيلية راقية.
وتعد تجربة عبدالله هيكل من التجارب المميزة في «فن الخزف» حيث قدم إبداعات فنية اتسمت بالحرفية العالية، فهو يمزج الصلصال بخلاصة تجربة وعشق للفن مما يضفي على أعماله قوة جمالية وبعداً فنياً مختلفاً.
عبدالله هيكل موظف في شركة حكومية تخصص اختصاصي أول- موارد بشرية، يهوى فن صناعة الخزف ومحب لدمج الفنون التشكيلية في الرسم على الخزف لإعطائها طابع مميز.. حبه لهذا العالم وشغف الحرفة اليدوية بدأ عام 2019، حيث كان يمارس التشكيل بعجين الورق، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أراد أن يتقن الفن باكتشاف أسراره والتوغل في معرفة المزيد عنه بشكل أوسع.
ويقول «شغفي لمجال الخزف دفع بي للالتحاق بورش تدريبية متواصلة في مؤسسة أبوظبي للفخار التي اكتسبت من خلال تلك الورش الكثير من المهارة والحرفية في إتقان وتشكيل أشكال منوعة من الصلصال، وتعلمت أساسيات استخدام الصلصال من المرحلة الأولي إلى الشكل النهائي للعمل الفني ممزوجاً بالألوان.
وأضاف: «رغم محاولات الفشل الكثيرة منذ بداية تعلم هذه الحرفة واستخدام الكثير من الطرق التقليدية والحديثة ودمج الطرق التقليدية والحديثة استطعت أن أحدد لنفسي خطا واضحا في هذا المجال، وتعلمت الكثير من أساسيات واكتسبت الكثير من الخبرة من المدربين الذي لم يتوانى الجميع عن مساعدتي في تعلم فن الخزف بكل تفاصيله الدقيقة.
صّبر
إذا كنت محباً للخزف وتبحث عن هذا الإحساس الذي تحتفظ فيه الآنية الخزفية بروح الطبيعة وأثرها، فعليك أن تطالع قطعاً من الخزف بأنامل عبدالله هيكل، التي يقول عنها: عند صناعة الكثير من القطع الخزفية فإنها بكل تأكيد تحتاج إلى صبر وتمرس كبير، فكل خطوة من خطوات التنفيذ، بداية من تشكيل الطين على هيئة آنية وحتى الانتهاء من حرقها، يحتاج إلى تمرس وتدريب مكثف، وكلها مراحل تنطوي على الكثير من التفاصيل، ولا تخلو بالطبع من الصعوبة والتعقيد، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الأسباب التي تجعل هذا النوع من الخزف واحداً من أكثر أنواع الخزف حول العالم صلابة وندرة.
الطابع الياباني
وأوضح أن أهم ما يميز أعماله الفنية الدمج بـ«الطابع الياباني» مثل الأكواب وأدوات طاولة الطعام والمزهريات والتحف والمجسمات الفنية، نتيجة لتميز أسلوب صناعة الخزف الياباني في تشكيل الطين والتكنيك والإبداع في صنعه، وفي إضفاء اللمسة التقليدية في معظم الأدوات التي تصنع من الصلصال، وبشكل عام فاليابانيون ملمون بفن الخزف ومقدرون له لذلك نرى الكثير من الفنانين يمزج الإبداع بالأساليب التقليدية، والبعض يبحث عن الأنماط الجديدة التجريبية للطين، لذلك حبي لعالم الخزف دفع بي للاستفادة من فن الخزف الياباني الذي يتميز بالكثير من الجمال والفن والإبداع.
ويطمح عبدالله هيكل إلى إنشاء منصة تجمع الهواة من عالم الخزف، لتبادل الخبرة والمهارة وتشكيل فريق إماراتي من محبي الخزف.
