تامر عبد الحميد (أبوظبي)
أشاد الممثل الإماراتي جابر نغموش بالتطور الملحوظ الذي تشهده المسلسلات المحلية على المستويين الفني والأدائي، حيث الإنتاجات الضخمة، والقصص المتنوعة، والمضامين الاجتماعية الهادفة المختلفة، مؤكداً أن الدراما الإماراتية بخير، وستظل بخير طالماً أن هناك قنوات محلية تدعم العمل والفنان الإماراتي وتجعله حاضراً بقوة في «الماراثون» الرمضاني مثل شبكة قنوات تلفزيون أبوظبي، وكذلك المنتجين الذين يسعون بكل طاقاتهم وإمكاناتهم لتنفيذ أعمال ذات مستوى عالي تنافس في المواسم الرمضانية، وعلى رأسهم المنتج سلطان النيادي الذي وصفه بـ «شريك العمر» على المستويين الفني والشخصي.
وعبر نغموش في حواره مع «الاتحاد» عن سعادته بأن يطل هذا العام على جمهوره في شخصية «نيوتن» بالمسلسل المميز «ساعي البريد» الذي يعرض على شاشة «الإمارات»، خصوصاً أنه غاب العام الماضي عن دراما رمضان، وحول ذلك قال: غيابي كان بمثابة «استراحة محارب» خصوصاً في ظل انتشار فيروس «كورونا» في تلك الفترة، وجاءت هذه الاستراحة في محلها، لاسيما أنني عدت بـ «ساعي البريد» الذي نال صدى كبيراً، ووصلتني من خلاله العديد من كلمات الثناء والإشادة من قبل جمهوري والإعلام وصناع الدراما.
وأضاف: شكراً لساعي البريد.. عبارة استحقها «نيوتن» إذ تعلقت حياته بالرسائل التي يقوم بتوصيلها ويرتبط بأصحابها رغم المشاكل التي تثيرها عواطفه في عمله وحرصه على مد خط التواصل بين من يخطّ الرسائل بيده ومن يستلمها.
محترف تقمص
وعن تقصمه لـ «نيوتن» في ساعي البريد، قال:
كانت هذه الشخصية جديدة علي وإضافة إلى مسيرتي الفنية، فالعمل يحمل العديد من الرسائل الاجتماعية الهادفة، التي حاولنا تقديمها في قالب كوميدي عفوي وخفيف، أبرزها إعادة إحياء دور ساعي البريد، وكذلك الدور الحيوي الذي تلعبه الرسائل المكتوبة، في عصر السوشيال ميديا الذي نعيشه حالياً، ففي كل حلقة نقدم رسالة وعبرة بها قصص ومواقف اجتماعية تمس حياة الناس، من خلال قصة تسعد الجمهور وتسلط الضوء على شخصية «نيوتن» الذي يكرس حياته لعمله في توصيل الرسائل، ويرتبط عاطفياً مع أصحابها محاولاً مساعدتهم على الرغم من عدم معرفته بهم، ما يعرّضه للكثير من المشكلات والمواقف المحرجة، وهذا أكثر ما حاولت التركيز عليه لاسيما أن ساعي البريد حالة إنسانية اجتماعية ضمن حلقات منفصلة، ومتصلة في حكاية واحدة تدخل كل بيت ويستمتع بها كل مشاهد.
سر النجاح
وأكد نغموش أن العفوية والانسجام بين فريق العمل ومخرجه محمد القفاص ومجموعة الكتاب الذين تولوا كتابة الحلقات منهم أحمد الفردان وحمد الشهابي وزكي مارديني وأحمد خاطر هي سر نجاح العمل، موضحاً أن هذه الروح الجميلة التي كانت بينهم خلف الكواليس، ظهرت على الشاشة وبكل وضوح، فوصل العمل إلى قلوب المشاهدين.
دعم المواهب
ونوه إلى أهمية دعم المواهب الشابة والممثلين الجدد، خصوصاً أن هناك العديد من الطاقات الفنية التي تنتظر فرصة واحدة لإثبات جدارتها في عالم الفن والتمثيل، مثنياً على تعاونه مع الثنائي جمعة علي وخليل الرميثي في «ساعي البريد»، واعتبرهما من الممثلين المتميزين في عالم الكوميديا، مشيداً أيضاً بالممثلة ميثاء محمد التي لعبت دور «ورد»، خصوصاً أن لديها كاريزما ومستقبل كبير عبر الشاشة الفضية.
وسام على الصدر
وصف الممثل جابر نغموش تكريمه مؤخراً في ملتقى «أبوظبي للإعلام» عن الصدى الذي حققه مسلسله «ساعي البريد» بوسام على صدره، خصوصاً أن «أبوظبي للإعلام» التي تهتم دائماً بكل ما يرتقي بمستوى المشاهد الخليجي والعربي، وتحرص بشكل مستمر على تواجد وحضور الإنتاجات الدرامية المحلية لتكون منافس قوي بين المسلسلات الأخرى التي تعرض في الماراثون الدرامي الرمضاني، لا تكرم إلا من يستحق التكريم، ولا تثني إلا على الأعمال التي تستحق الثناء، فشكراً «أبوظبي للإعلام»، وشكراً على الجمعة الطيبة التي جمعت رموز الفن والإعلام في ملتقى واحد.
التصوير المبكر
أوضح جابر نغموش أنه على الرغم ما تشهده الدراما الإماراتية من تطور في الأفكار والقصص والمضامين المتنوعة، إلا أنه ينقصها عامل الوقت في بدء تنفيذ التصوير خصوصاً في رمضان، فالعمل قبل رمضان بفترة قصيرة يحبسنا في قفص الاستعجال، الأمر الذي يؤثر على المستوى الفني للتنفيذ بشكل كبير، أما إذا كان هناك الوقت الكافي للتصوير المبكر والتحضير على نار هادئة، سيعطي لفريق العمل بأكمله المساحة لمراجعة النص والكتابة، وتحضير الممثل لأداء الشخصية، وتنفيذ ملاحظات القنوات، لذا فإن عامل الوقت أحد أهم العناصر الأساسية التي تظهر العمل عبر الشاشة الصغير على أكمل وجه.
حضور خجول
حول الحضور الخجول للمخرج الإماراتي في الدراما المحلية، قال نغموش: عدد المخرجين في الدراما التلفزيونية لدينا لا يتعدون على أصابع اليد الواحدة، لذا فإننا بحاجة إلى صقل المواهب، والتكاتف بين الفنانين والمخرجين والكتاب والمنتجين والقنوات، لاكتشاف دماء جديدة في عالم الإخراج التلفزيوني، وعلى سبيل المثال يتم تنفيذ مسابقة فنية ويتم الاتفاق مع أحد الكتاب على كتابة حلقات درامية لمسلسل أسبوعي، ويتم إعطاء الفرصة للمخرجين الجدد على تولي إخراج حلقة كل أسبوع لمخرج مختلف، وفي نهاية المسلسل يتم اختيار أفضل المخرجين الذين أثبتوا جدارتهم في عالم الإخراج، وذلك لإثراء الساحة الدرامية المحلية.