محمد قناوي (القاهرة)
رغم النجاح الذي حققته الفنانة المصرية يسرا في مسلسلات الغموض والتشويق التي قدمتها طوال السنوات الأخيرة، إلا أنها فاجأت جمهورها بارتداء ثوب الكوميديا طوال شهر رمضان لتقدم شخصية «ديدي هانم» في «أحلام سعيدة» فما الذي دفعها للمخاطرة بالنجاح الذي حققته لتخوض تجربة جديدة؟
عبَّرت يسرا عن سعادتها بردود الأفعال الطيبة التي تلقتها حول مسلسلها «أحلام سعيدة»، وقالت: ردود الفعل فاقت توقعاتي، خاصة أنني لأول مرة أقدم شخصية مثل «فريدة» والتي يطلق عليها «ديدي»، حيث كان آخر عمل كوميدي قدمته قبل عشر سنوات، وهو مسلسل «شربات لوز»، ولكن الكوميديا هذه المرة في «أحلام سعيدة» تكمن في أنها امرأة أرستقراطية ومن يحيطون بها من طبقات وخلفيات مختلفة، ومن بين هذه الشخصيات غادة عادل، ومي كساب، وشيماء سيف، وكل واحدة منهن تعاني مشكلة مطروحة بخفة ظل مختلفة عن الأخرى.
رغبة في التغيير
وبخصوص الأسباب التي دفعتها لخوض السباق الرمضاني بمسلسل كوميدي، أوضحت: طوال السنوات الأخيرة قدمت عدداً من المسلسلات تنتمي لنوعية التشويق والغموض، حققت نجاحاً كبيراً مثل «فوق مستوى الشبهات»، و«حرب أهلية»، و«خيانة عهد»، ولكن الممثل طول الوقت يحتاج إلى التغيير والتنوع، ويجب ألا يستمر في تقديم نوعية واحدة حتى لو كانت ناجحة مع الجمهور؛ لذلك بعد انتهاء الموسم الرمضاني الماضي، تواصلت مع المنتج جمال العدل، وأبلغته رغبتي في الابتعاد عن المسلسلات الدرامية هذا العام، وأنني أريد تقديم مسلسل خفيف وفي الوقت نفسه يحتوي على موضوع تتم مناقشته.
من فيلم إلى مسلسل
وتضيف يسرا: أنا لست كوميديانة، ولكن أحب الكوميديا، ولكن لا أقرر خوض أي تجربة كوميدية، إلا إذا كان هناك سيناريست يكتب كوميديا بشكل جيد، فأتذكر في «شربات لوز»، لم يكن هناك كلمة مكتوبة كنت أريد أن أتركها، فالكلام كان يضيف لي كممثلة، والمصطلحات كانت مناسبة للشخصية، وكان كل شخص يتكلم من منطقة خاصة به.
وأشارت يسرا إلى أن «أحلام سعيدة» لم يكن مسلسلاً في البداية، بل كان فيلماً سينمائياً كتبته هالة خليل، وكان من المقرر أن تخرجه أيضاً، وعندما علم المنتج جمال العدل، برغبتها في تقديم عمل كوميدي، اقترح على «هالة» أن تحوله إلى مسلسل، وبعد موافقتها فضلت أن تتفرغ للكتابة، وتقديم المعالجة للموضوعات التي يناقشها المسلسل، موضحة أن المشاهد يرى أنواعاً مختلفة من الضحك، كوميديا موقف، وكوميديا كلام أيضاً، وساعد في خروج العمل بشكل مميز، وجود المخرج عمرو عرفة.
وعن مدى تخوفها من تحويل سيناريو فيلم إلى مسلسل 30 حلقة من أن يكون هناك تطويل في الأحداث، قالت: لا لم أخشَ ذلك أبداً، خاصة أن السيناريو يتحمل ذلك، حيث إننا لا نناقش من خلاله قضية واحدة فحسب، بل نطرح العديد من القضايا عبر هذا العمل، منها ما يخص النساء وأخرى تخص الشباب.
نجوم الكوميديا
وفيما يتعلق بوجود عدد كبير من نجوم الكوميديا معها في المسلسل قالت يسرا: وجود عدد كبير من نجوم الكوميديا أمر جيد، لأنه سيخدم الفكرة الرئيسية التي يقوم عليها العمل، وهن مميزات جداً، فالفنانة شيماء سيف أثبتت حضورها الكوميدي بشكل أكثر من رائع، وهناك أيضاً الفنانة مي كساب التي تقمصت شخصيتها بشكل غير عادل، إضافة للفنانة غادة عادل فهي متألقة للغاية في دورها، هذا بجانب وجود مجموعة قوية من الفنانين في عالم الكوميديا أمثال أوتاكا، وانتصار، وهشام إسماعيل، وحمدي المرغني. وعن رؤيتها للمنافسة في الموسم الدرامي الرمضاني، قالت: لا أهتم تماماً، بهذه المنافسة، أنا من الشخصيات التي تركز في عملها فقط لا غير، والدليل هو تقديمي شكلا أو دورا كوميديا في الموسم الدرامي الرمضاني وهو ما تحقق بالفعل في ظل توافر كل أدوات وعوامل النجاح.
وكشفت عن الأعمال التي تشاهدها في رمضان: بسبب انشغالي في التصوير لا أشاهد الكثير من الأعمال، ولكنني أرى مشاهد من الحلقات سريعاً ومنها «الاختيار 3»، ومسلسل «الكبير أوي» الذي يقدم نوعاً مختلفاً من الكوميديا، و«جزيرة غمام»، و«راجعين يا هوى»، و«فاتن أمل حربي»، و«يوتيرن».
فريدة هانم
لفتت إلى أنها عندما قرأت السيناريو لأول مرة وقعت في غرام شخصية «فريدة» أو «ديدي هانم»، فهي سيدة لديها تقاليد وعادات وأخلاق مختلفة، تبدو وكأنها تعيش في صومعة وعالم خاص بها، وتتخذ قراراً بأن تكمل حياتها كما هي.
دراما المنصات
بالنسبة لأسباب ابتعادها عن دراما المنصات، قالت: لديَّ عمل جديد سأبدأ في تصويره قريباً، سيعرض على إحدى المنصات وسيتم.. وأنا سعيدة بكثرة المسلسلات التي تنتج للمنصات؛ لأنها أعطت فرصاً لعددٍ كبير، وأصبحت هناك مسلسلات على مدار العام.
كلام في الحب
عن تجربة جلوسها على كرسي المذيعة من خلال برنامج «كلام في الحب»، الذي عُرض قبل رمضان، قالت: كانت تجربة ممتعة للغاية ومختلفة كثيراً، ومن خلال هذا البرنامج قابلت العديد من الشخصيات، وأرى أن المميز في ذلك هو أننا ناقشنا كل أنواع الحب وجميع العلاقات الإنسانية، ودائماً ما كانت تتم مناقشة العلاقات السلبية؛ لذا وجدت أننا نحتاج إلى الكلام الإيجابي؛ لأننا لا نستطيع العيش من غير حب وليس فقط حب الزوج للزوجة، ولكن حب الأم والأب لأولادهم وحب الصداقة وحب العائلة.