عدد اليوم
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
يرفض الممثل الإماراتي علي جمال أن يُحبس في قالب أدوار بعينها من قبل صناع الدراما من مخرجين ومنتجين، منوهاً أنه لديه من الإمكانات التمثيلية ما يؤهله لتجسيد وتقمص كل الشخصيات بعيداً عن أدوار الشر والشخص العصبي والانفعالي، معتبراً أن دوره في مسلسل «الزقوم» الذي يعرض حالياً على شاشة «قناة أبوظبي»، وتشابهه مع الدور الذي قدمه سابقاً في مسلسل «الشهد المر»، أمر يحسب له، لاسيما أنه تعامل مع شخصية «ماجد» في «الزقوم» بأداء مختلف ضمن قصة جديدة وحبكة درامية متنوعة، أظهرت لديه مساحات كبيرة من تقديم هذا الدور بمزيد من المشاعر المختلفة مثل الحزن والانكسار.
وقال علي في حواره مع «الاتحاد»: أرفض وبشدة أن أحبس في قفص أدوار الشر، فرغم الصدى والإشادات التي تأتيني من قبل صناع الفن والجمهور حول تأديتي لمثل هذه الأدوار وتميزي فيها، إلا أنني لا أريد أن أحصر نفسي في قالب درامي واحد، معترفاً أنه كان سيعتذر عن مشاركته في «الزقوم» لسببين، الأول بسبب ظروف خاصة، والسبب الآخر لأنه وجد أن الدور سيكون مشابهاً إلى حد ما بالدور الذي قدمه في مسلسل «الشهد المر» الذي عرض منذ عامين تقريباً، كما أنه كان مرشحاً في البداية لدور «سعود»، لكنه عندما وجد المقلا وإسماعيل عبد الله وحبيب غلوم يصرون على تجسيد هذه الشخصية، خصوصاً أنها مفصّلة علي، على حد قولهم، وبعد أن وجد أن النص مختلف والحبكة الدرامية جديدة ودوره فيه مليء بالتغييرات النفسية، وافق عليه وتحدى نفسه للظهور بشكل مختلف حتى لو كانت شخصية مكررة إلى حد ما.
إغراء
ونوه إلى أن أحد أهم الأسباب الرئيسة التي جعلته يوافق على العمل من دون تردد، أنه يتعامل مع عمالقة في عالم صناعة الدراما الإماراتية والخليجية، وعلى رأسهم الممثل الكويتي القدير سعد الفرج الذي كان يحلم يوماً بالوقوف أمامه في مشهد واحد، إلى جانب المخرج المخضرم أحمد المقلا، والمنتج المتميز حبيب غلوم الذي لا يرضى إلا بتقديم أعمال درامية ذات مستوى فني عالي، بالإضافة إلى المؤلف والكاتب المبدع إسماعيل عبد الله، الذي يبدع في كتابة قصص درامية ويحرك من خلاله الشخوص باحترافية كبيرة، لافتاً إلى أن هذه التوليفة المتميزة تغري أي فنان للمشاركة في هذا العمل الضخم، الذي تشرف بأن أكون أحد أبطاله.
دماء جديدة
وأشاد علي بالتنوع والتميز الذي تشهده الدراما المحلية هذا العام خصوصاً في عملية الإنتاج الإماراتي وتنفيذ مسلسلات ببطولات مشتركة مع نخبة من أبرز ممثلي الخليج، معترفاً أنه رغم نجاح التجربة التي تعتبر غنية بكل المقاييس من حيث الأداء التمثيلي والقصص المختلفة واكتساب الخبرات الفنية من الآخر، إلا أنه يرى أنه يجب التركيز أيضاً على الطاقات الفنية في الإمارات، لاسيما أن لدينا من الإمكانات والمواهب الجديدة التي لم تجد فرصتها للظهور حتى الآن، فيجب علينا إعطاء الفرص لهم لإظهار إبداعاتهم وضخ دماء جديدة في عالم ومجالات الفن المختلفة، من تمثيل وإنتاج وإخراج وتأليف.
تجربة غنية
كل ممثل في «الزقوم» أخذ حقه الفني، هكذا وصف علي ما تميز به المسلسل وقال: كان بكل معنى الكلمة تجربة غنية، شارك فيها نخبة من الممثلين من دول خليجية مختلفة، من الإمارات والبحرين والكويت وعمان، الذين تعاونوا سوياً كل واحد ومساحته من المشاهد والدور، من أجل إظهار عمل فني يليق بمستوى المشاهد الخليجي والعربي.
الطالب والمعلم
وفضلاً عن كونه ممثلاً، فهو، أيضاً مخرج، وعن علاقته بالمخرج أحمد المقلة خصوصاً في «لوكيشن» التصوير، أوضح أن العلاقة التي تجمعه بالمقلا خلال فترة تصوير العمل، هي «الطالب والمعلم»، فهو من الأسماء الكبيرة في عالم الإخراج، ولديه من الأعمال والمسيرة الفنية الطويلة ما يؤهله لأن يكون له مدرسة إخراجية خاصة يتعلم منها كل صانع دراما.
