مصطفى أوفى (الاتحاد) حذر أحد كبار العلماء البريطانيين من سهولة تطوير فيروس في المختبر يكون أكثر فتكاً من وباء «كورونا» الذي يضرب العالم منذ أكثر من سنتين. ونقل موقع «ميل أونلاين» عن اللورد مارتن ريس (80 عاما)، الرئيس السابق لجمعية لندن الملكية لتحسين المعرفة الطبيعية، قوله إن التكنولوجيا وصلت إلى نقطة يمكن معها للمجموعات الحاقدة أو الإرهابيين المنفردين إنشاء نسخ مميتة من الفيروسات في المعامل الجامعية. وتعرف جمعية لندن الملكية لتحسين المعرفة الطبيعية المرموقة اختصاراً باسم «الجمعية الملكية»، وهي هيئة تعمل على نشر العلم. وقد تولى ريس رئاستها بين 2005 و2010. في حديثه في مؤتمر بكامبريدج حول المخاطر الكارثية، قال اللورد ريس، وهو عالم الكونيات وعالم الفيزياء الفلكية «أصبح عالمنا أكثر خطورة؛ لأن المجموعات الصغيرة، أو حتى الأفراد المنعزلون المتعصبون، تمكنهم التكنولوجيا الجديدة من إحداث عواقب في العالم السيبراني، وكذلك في العالم الحيوي، ويمكن أن يتفشى ذلك على مستوى العالم».وشدد الخبير «قد نرفض هذه الأفكار باعتبارها خيالاً علمياً. ولكن، نظراً للمخاطر، لا ينبغي تجاهلها، حتى لو اعتبرناها بعيدة الاحتمال للغاية». وأوضح أن الأشخاص الساخطين يمكن أن يشملوا «المتعصبين البيئيين» الذين يريدون خفض عدد سكان العالم باسم إنقاذ الكوكب.
وأضاف اللورد ريس، أمام مجموعة من الخبراء، «هذه هي أسوأ كوابيسي؛ لأنني لا أرى حقاً كيف سنتجنب وقوع هذه الأحداث الآن». وأكد أن الناس في جميع أنحاء العالم قد يضطرون إلى التضحية ببعض الخصوصية لمنع الإرهابيين البيولوجيين من خلق أوبئة جديدة، محذراً من أن اللوائح الحالية قد لا تكون كافية. وقال اللورد ريس، إن هذا التهديد البيولوجي سيجبر قادة العالم على اتخاذ قرارات صعبة. وتابع «أعتقد أن جميع الدول سيكون عليها موازنة الانتباه بين بعض الأشياء التي نريد الحفاظ عليها: الخصوصية والحرية والأمن»، مشيراً إلى أن هذا النوع من التهديد البيولوجي «ليس مثل الأسلحة النووية التي لا يمكن، بالطبع، تطويرها دون مرافق خاصة واسعة النطاق، والتي يمكن للوكالة الدولية للطاقة الذرية مراقبتها». واسترسل قائلاً «تستخدم هذه التقنيات البيولوجية المعدات الموجودة. ولذا، فهذه هي أسوأ كوابيسي؛ لأنني لا أرى حقاً كيف سنتجنب وقوع هذه الأحداث الآن». ويقوم العلماء بتغيير الفيروس أو العامل المُمرض من أجل دراسة تطور الأمراض الجديدة وانتقالها. كما يقومون بتعديل الفيروسات التي تحدث بشكل طبيعي لجعلها أكثر عدوى حتى تتمكن من التكاثر في الخلايا البشرية في المختبر. وهذا يسمح بدراسة التأثيرات المحتملة للفيروس على البشر وفهمها بشكل أفضل. وهذه أمور ضرورية لتطور البحث العلمي، لكن لها مخاطر على السلامة الحيوية.