تامر عبد الحميد (أبوظبي)
أشاد الممثل الإماراتي مرعي الحليان، بتميز الدراما التلفزيونية في رمضان هذا العام، لا سيما فيما يخص الإنتاج الإماراتي الخليجي المشترك، إذ تم تنفيذ 3 مسلسلات من إنتاج «أبوظبي للإعلام»، وتصويرها في مملكة البحرين، منوهاً بأن هذا الأمر كان بمثابة خروج عن النمط التقليدي الدائم الذي تعود عليه المشاهد في الدراما المحلية، كما عزّز حضور نجوم ووجوه شابة من الإمارات والكويت والبحرين وعُمان، لافتاً إلى أن هذا التنوع فتح مجالاً للاحتكاك مع الآخر في التعامل مع الدراما، ليس فقط على مستوى التمثيل، إنما أيضاً على مستوى التنفيذ من مصورين ومنفذين وطاقم العمل بشكل عام، وهذا أعطى نكهة خاصة وطابعاً مختلفاً للمسلسلات الإماراتية الخليجية، مثل «ساعي البريد» و«الزقوم» و«عين الذيب».
نوه مرعي في حواره مع «الاتحاد»، أنه على صعيد الدراما المحلية، فهو يشارك في بطولة مسلسلي «الفنر» للكاتب والمنتج جمال سالم، ومسلسل «عالي المقام» للمؤلف محمد حسن أحمد والمخرج باسم شعبو، والمسلسل الخليجي «الزقوم»، معرباً عن سعادته بهذه الانتعاشة الفنية ومشاركته في 3 مسلسلات، من أضخم الإنتاجات لهذا العام، وقال: لا أمانع المشاركة في أكثر من عمل في موسم درامي واحد، الأهم بالنسبة لي هو تجسيد شخصيات مختلفة في كل عمل، وفي الوقت نفسه أن يكون كل مسلسل يحكي قضية درامية لا تشبه الأخرى.
ولفت إلى أن تجربته في «الزقوم» الذي يعرض على شاشة «قناة أبوظبي» مختلفة ومتفردة، خصوصاً أن المسلسل من أروع ما كتب الإماراتي إسماعيل عبدالله، بعد مسلسلاته الشهيرة «الشهد المر» و«لو أعرف خاتمتي» و«خيانة وطن»، فكانت أعمالاً ضخمة وكبيرة، لكن أتى «الزقوم» أكثر تميزاً وبالأخص في تكنيك سيناريو، وتطور النص درامياً، حيث يأخذ العمل أبعاداً نفسية وصراعات على المال بشكل قوي، كما تم توظيف «الفلاش باك» مع الأزمنة المتداخلة في الأحداث بشكل حرفي ذكي، هذا الأمر تم على أكمل وجه بوجود قامة فنية كبيرة مثل سعد الفرج، ومخرج مبدع هو أحمد المقلة الذي يتعاون معه للمرة الثالثة.
الشخصية الأنسب
يلعب مرعي في «الزقوم» دور «سيف بن صقر» وهو رجل كفيف يصاب بالجدري في طفولته، هو من أسرة ثرية، لكن بعدما تعرض والده للإفلاس، بنى نفسه بنفسه وأصبح شخصاً عصامياً، وفي الوقت نفسه هو شخصية مرحة ومتصالح مع الحياة ويحتضن أسرته بشكل كبير، ليدخل في صدام كبير في قضية قديمة تكتشف تفاصيلها خلال الأحداث، وحول تجسيده لهذا الدور الصعب، قال: جسدت شخصية الكفيف في السابق في مسلسل «لو أعرف خاتمتي» مع الكاتب إسماعيل عبدالله والمخرج أحمد المقلة، وقبل البدء في تصويره، عملت دراسة في كيفية تقمص الشخصية، فشاهدت فيلم «الكيت كات» للفنان الراحل محمود عبدالعزيز أكثر من مرة، خصوصاً أنه يلعب فيه دور الكفيف باحترافية عالية، فأخذت هذا الفيلم كدرس وتعلمت منه الكثير، خصوصاً في حركة الجسد والوجه وأسلوب التعامل مع الآخرين، وبعدما جسدت الشخصية في «لو أعرف خاتمتي»، جاءتني إشادات من صنّاع العمل والجمهور نفسه، لذا أصر المقلة وحبيب غلوم على تجسيدي شخصية الكفيف «سيف» في «الزقوم» واعتبرا أن هذه الشخصية هي الأنسب لي.
دعم الشباب
شدد الحليان على ضرورة إبراز وجوه شابة جديدة في الدراما التلفزيونية، وقال: لدينا طاقات ومواهب إبداعية جديدة يجب اكتشافها ودعمها بإظهارها على الساحة من أجل التغيير، فسنوات طويلة في الدراما التلفزيونية نعتمد على وجوه بعينها، فلا أحد ينكر أنهم قدرات وطاقات هائلة، ولكن الجمهور يحتاج إلى هذا التغيير في الشخصيات والتنوع في القصص، وهذا ما حدث في «عالي المقام» الذي أبرز مجموعة كبيرة من الوجوه الشابة الذين أثبتوا حضورهم وبقوة، مشيداً أيضاً بتعامله مع المخرج تيم الطويل - ابن المخرج والممثل المميز عارف الطويل - في مسلسل «الفنر» الذي يدخل عالم الإخراج للمرة الأولى بعد سنوات طويلة من العمل كمساعد مخرج، ووجد أنه مبدع ومحترف وأثبت وجوده من خلال هذا العمل.
مكسب للدراما
أما عن عمله الثالث «الفنر»، فقال عنه: ذهب «الفنر» إلى أسلوب ونهج المسلسل السوري الشهير «بقعة ضوء»، فهو عبارة عن فواصل درامية مختلفة بين حلقة وأخرى، فكل حلقة من العمل تتحدث عن موضوع اجتماعي ما، لتسليط الضوء على قضايا حساسة في المجتمع، مثل الأسرة وتربية الأبناء، وذلك بأسلوب فني بعيد عن المباشرة، وبه رسائل مهمة في قالب كوميدي خفيف، منوهاً بأنه يجسّد فيه أكثر من شخصية بحكم أنه مسلسل ذو حلقات منفصلة، منها الأب والابن والموظف والمدير، منوهاً بأن أكثر ما يميز هذا العمل هو عودة الفنان القدير حسن رجب إلى الشاشة الفضية بعد انقطاع طويل عن الدراما التلفزيونية بسبب تركيزه على المسرح، معتبراً هذه العودة مكسباً لدراما رمضان.
إنجازات دبي
أما عن تجربته في «عالي المقام» على تلفزيون دبي، فوصفها بالمميزة، لأن هذا العمل الوحيد الذي بني على إيقاع دبي الحديثة، ويركز على الحياة في المدينة اليوم، بأيقوناتها المعمارية وجماليات شوارعها وإنجازاتها المتعددة، ويركز العمل على دور الأب بصوره المختلفة في الحفاظ على عائلته وأبنائه، حيث يلعب فيه شخصية «سالم» الذي لديه 3 بنات، وزوجته متوفية، فيفني عمره من أجل تربية بناته وسط مشاكلهن الحياتية التي لا تنتهي.