مع انخفاض الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد، اتجهت بعض الدول لإلغاء إلزامية ارتداء الكمامات، أو التساهل في وضعها، ما يطرح سؤالاً حول فعالية ارتداء الشخص للكمامة في أي مكان داخلي مغلق، وسط آخرين لا يضعونها.
صحيح أن الأقنعة تعمل بشكل أفضل عندما يرتديها كل من حولك، وذلك لأنه عندما يرتديها الشخص المصاب فإن نسبة كبيرة من الجزيئات المعدية التي يخرجها في عملية الزفير يتم احتجازها، مما يوقف انتشار الفيروس من المصدر. وعندما يخرج عدد أقل من الجزيئات الفيروسية حول الغرفة، فمن المرجح أن تمنع الأقنعة التي يرتديها الآخرون تلك الجسيمات.
أدلة تؤكد
ولكن هناك أيضا الكثير من الأدلة التي تُظهر أن الكمامات تحمي مرتديها، حتى عندما يكون الآخرون من حولهم لا يضعونها، فمقدار الحماية يعتمد على جودة القناع ومدى ملاءمته، وفق تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".
ويوصي خبراء الصحة باستخدام N95 أو KN95 أو KF94 لحماية نفسك من كورونا أوميكرون، والذي يعد الآن الإصدار السائد من فيروس كورونا وهو أكثر عدوى بكثير من السلالات السابقة.
كما أن المتغيرات الأخرى مثل مقدار الوقت الذي نتعامل فيه مع شخص مصاب ومدى جودة تهوية المكان، ستؤثر أيضا على مخاطر الإصابة بالفيروس.
الكمامة N 95
وعلى سبيل المثال، في معظم الطائرات، يتم تنقية هواء المقصورة بشكل متكرر من خلال مرشحات عالية الكفاءة (HEPA) والتي تعتبر جيدة جدا في تقليل انتقال الفيروسات.
لكن هذا لا يقضي تماما على المخاطر، ففي دراسة نُشرت في ديسمبر 2021، وجد الباحثون أن الركاب الذين يجلسون في نفس الصف مع شخص مصاب بكوفيد 19 لا يزالون معرضين لخطر الإصابة بينما تقلل ارتداء الكمامة العدوى بنسبة 54%.
الحافلات هي الأخطر
من جانبه، قال لينسي مار من فرجينيا، خبير في الفيروسات: "أعرف أن الجميع يتحدثون عن الطائرات، لكنني أقول إن الحافلات ربما تكون الأكثر خطورة، ثم القطارات ثم الطائرات، بالترتيب من الأعلى إلى الأدنى".
وأظهرت بيانات واقعية أن الكمامات تقلل من العدوى، فقد وجد تحقيق أجري عام 2020 حول تفشي الوباء في أحد الفنادق في سويسرا، أن العديد من الموظفين والضيوف الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس التاجي كانوا يرتدون دروعا للوجه فقط (بدون أقنعة)؛ أما أولئك الذين ارتدوا الكمامات لم يصابوا.
أقل دخولا للمستشفيات
كما وجدت دراسة أجريت في ولاية تينيسي أن المجتمعات التي تفرض الكمامات لديها معدلات دخول أقل للمستشفيات من المناطق التي لم تكن فيها الأقنعة مطلوبة.
كذلك، وثقت عدد من الدراسات المختبرية أيضًا أن القناع يحمي الشخص الذي يرتديه، على الرغم من أن مستوى تلك الحماية يمكن أن يختلف اعتمادًا على نوع القناع والمادة المصنوعة منه.
لكن المحصلة النهائية لجميع الدراسات هي أن الكمامة تقلل من إمكانية إصابة الشخص الذي يرتديه من فيروس كورونا.