أحمد عاطف (القاهرة)
محمد محمود الطبلاوي، أو كما يطلقون عليه ظاهرة العصر وآخر عمالقة قراء القرآن الكريم، فقد قضى 70 عاماً في تلاوة كتاب الله، ويصدح صوته في إذاعات وقنوات القرآن حتى الآن.
عند ولادته في محافظة الجيزة عام 1934 تنبأت له جدته بأن يكون واحداً من كبار قراء القرآن الكريم وحفظته، وأحد أهم علمائه، وخلال السنوات الأولى من عمره ظهرت عليه ملامح حب القرآن.
وعندما كان الطبلاوي بعمر الـ 10 سنوات أصبح حافظاً للقرآن كاملاً من خلال حلقة التحفيظ بقريته، ولكنه ليس حافظاً وحسب مثل بقية زملائه، وإنما امتلك حنجرة ذهبية ميّزته عن أقرانه، لذلك فقد أصبح أبرز قارئ في قريته ومنها إلى قارئ لأهم العائلات في العاصمة المصرية القاهرة.
ظاهرة العصر
عندما شبّ الفتى الصغير، وبلغ الخامسة عشرة من عمره كان من بين أهم قراء القرآن الكريم، وأثني عليه كبار القراء في عصره، حتى أقنعوه بدخول الإذاعة المصرية، وكان من شروط دخولها أن تكون قارئاً صاحب مدرسة خاصة وألّا تقلد كبار القراء.
وبعد عشر محاولات التحق الطبلاوي بالإذاعة ليسمع صوته المصريون والعرب ويتعلقوا به، حتى أطلقوا عليه ظاهرة العصر، فطريقته في القراءة ونبرة صوته كانت مختلفة عمن سبقوه من القراء.
نال الطبلاوي شهرة واسعة، وهو ما جعله يتنقّل إلى أكثر من 100 دولة حول العالم، وفي كل منها كان يظهر بقراءته في الندوات والمحافل الدينية الكبرى.
القراءة داخل أسوار الكعبة
من بين تلك الدول التي زارها الطبلاوي، كان لزيارة المملكة العربية السعودية أثر لا ينساه، فقد سمح له ملك السعودية حينها بقراءة القرآن الكريم داخل أسوار الكعبة المشرفة، وهو القارئ الوحيد الذي فعلها.
وعاد صاحب الحنجرة الذهبية من السعودية، وهو يحمل جزءاً من كسوة الكعبة كهدية احتفظ بها حتى رحيله، وعندما بلغ السبعين من عمره اعتزل قراءة القرآن الكريم في الإذاعة المصرية بعد أن كان قادراً على القراءة لمدة ساعتين بنفس القوة.
وتذكر أسرة الطبلاوي أنه كان يستمتع بقراءة غيره للقرآن الكريم، ومن بينهم الشيخ محمود حافظ، وعبد الحميد المسيري، ومنصور الشامي.
لم تنتهِ علاقة الطبلاوي بالقرآن عند السبعين، ولكنها امتدت لبعد ذلك، فأصبح نقيب قراء القرآن الكريم في مصر وشيخ المقرئين ومشرفاً على أجيال جديدة خرجت من بعده إلى الإذاعة المصرية، واستمر هكذا حتى رحل عن عالمنا في عام 2020 وعمره 86 عاماً.