سعيد ياسين (القاهرة)
حرص الفنان جمال سليمان طوال مشواره على تقديم أعمال فنية تحتوي على التميز والتفرد، وتتناول مواضيع تهم الشارع العربي، سواء أكانت اجتماعية أو تاريخية أو تراجيدية، وها هو يحضر خلال شهر رمضان الكريم في الدراما المصرية للعام الثاني على التوالي، بعدما قدم العام الماضي في مسلسل «الطاووس» واحداً من أدواره اللافتة التي حققت نجاحاً كبيراً على المستويين الجماهيري والنقدي، وهي لشخصية محامي مخضرم يدعى «كمال الأسطول» مهتم بقضايا التعويضات، وتضطره الظروف ليحقق في إحدى القضايا التي تقلب حياته رأساً على عقب.
حضور سليمان هذا العام يأتي من خلال مسلسل يتكون من 15 حلقة فقط، ويحمل عنوان «مين قال؟» وهو عبارة عن قطعة من الحياة التي يعيشها الشعب العربي، ويركز على فكرة صراع الأجيال من خلال إعادة قراءة علاقة جيل الأبناء بجيل الآباء، والتي تقوم غالباً على ما يشبه علاقة القط والفأر، ويزيد من التناقض الكبير في هذه العلاقة الثورة التكنولوجية الكبيرة التي يعيشها جيل الأبناء طوال الوقت، والذين يصطدمون بما يسمونه النظرات التقليدية والسلطة المطلقة لجيل الآباء الذين يرون أنهم أوصياء على أبنائهم في كل أمورهم، وفي مقدمتها اختيار هواياتهم ونوع دراساتهم بعد الثانوية العامة، بداعي أنهم يعرفون أكثر، ولمس المسلسل بصدق وموضوعية العلاقة المتوترة بين أحلام الآباء والأبناء.
سليمان أرجع سبب تحمسه لـ «مين قال؟» إلى بساطة الفكرة وأهميتها في الوقت نفسه، وصراع الأبناء والآباء حول مفاهيم كثيرة، في مقدمتها ما يتعلق بمقاييس النجاح، حيث إن الأجيال السابقة كانت تعرف طريق النجاح من خلال الدراسة والتفوق في الجامعة، ولكن في السنوات العشر الأخيرة تبدلت مفاهيم النجاح من خلال الإنترنت وقصص نجاح لأشخاص كانوا فاشلين دراسياً، ولكنهم نجحوا مهنياً، وأكد أنه استمتع بتجسيد شخصية أب تقليدي يحب عائلته، ويحاول العمل ليل نهار ليؤمن أحوال ابنه الذي يرفض دراسة الهندسة نزولاً على رغبة والده، لرغبته في عمل مشروع خاص بصناعة مقاعد من الورق.