عدد اليوم
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
يسلط برنامج «الدنيا بخير» الذي يعرض على شاشة «قناة أبوظبي» ويقدمه الإعلامي الإماراتي أحمد اليماحي الضوء على جهود دولة الإمارات والهلال الأحمر في مساعدة الآخرين في مختلف دول العالم.
ويستمر اليماحي في نهجه بتقديم البرنامج ذي الطابع الإنساني الخيري، ولكن هذه المرة بفكرة مختلفة وجديدة، حيث يستضيف في كل حلقة أحد نجوم التمثيل أو الغناء، ويتنكر هذا الفنان في ملابس رجل محتاج، ليسير في الشوارع بحثاً عن محتاج آخر ليسأله مد يد العون مثل الحصول على الطعام أو المال أو المأوى، وقد حققت الحلقات الأولى من البرنامج صدى كبيراً.
حوار عميق
وأوضح اليماحي أن «الدنيا بخير»، الذي تم تصويره في الأردن، ونُفذ منه 15 حلقة، يغلب عليه الحوار الإنساني العميق على المشهد بين الممثل المتنكر والمحتاج الحقيقي أمام عدسة فريق الإعداد الذي يختبئ في حافلة خاصة، ثم يكشف الممثل عن هويته ليتلقى المحتاج هديةً من الهلال الأحمر الإماراتي في مشهدٍ إنساني وعاطفي يعزز قيم الخير والعطاء في المجتمع.
حالات إنسانية
ولفت اليماحي إلى أن البرنامج الذي اختار حالاته الإنسانية بدعم من الهلال الأحمر الإماراتي، قائم على المساهمة في معالجة مشاكل بعض المحتاجين، وفي الوقت نفسه مع المحافظة على كبريائهم وكراماتهم، وبعد خبرته السابقة في تقديم البرامج الإنسانية، اكتشف أن فاقد الشيء من الممكن أن يعطيه، لأن بداخله عطاء وخير بغض النظر عن الظروف التي يعيشها، وهذا ما أراد إثباته مع فريق العمل من خلال هذا البرنامج، خصوصاً أن العطاء لا يرتبط بفقير أو غني، وفي بعض الأحيان الفقير عطاؤه أكثر.
وأضاف: جاءت المعالجة بربط الواقع بالدراما، ففي الواقع الحالة لا تعرف شيئا عن أن الحكاية عبارة عن كاميرا خفية، والدراما في أن الفنان منذ وصوله يتقمص شخصية معينة وهو متخف، ويكتب له نصاً وكأنه يمثل مشهداً درامياً، لذلك جاءت ردود أفعال الفنانين تجاه هذه الحالات الإنسانية مختلفة ورائعة.
رسائل هادفة
نوّه اليماحي إلى أنه من المميز استثمار جماهيرية هؤلاء الفنانين، مثل ملحم زين، ومنذر رياحنة، وديانا كرزون، وشكران مرتجى، وعبير عيسى، وتعزيز قيم العطاء ونثر رسائل هادفة ورصينة للمجتمع، وقال: رغم الصعوبات التي واجهناها خلال التصوير، والتحضير والإعداد للبرنامج وتخمير الفكرة من أغسطس الماضي وحتى رمضان، إضافة إلى الاتفاق مع الفنانين لا سيما أن أغلبهم كان ملتزماً بتصوير أعمال درامية، إلا أن هذه العراقيل تم تجاوزها بتعب وجهد من فريق العمل، والفنانين أنفسهم، الذين أرادوا أن تكون إنسانيتهم حاضرة في رمضان هذا العام من خلال «الدنيا بخير»، فحقيقة جميع الفنانين بلا استثناء لمسنا فيهم الجانب الإنساني وبقوة، هذا إلى جانب أن بعض الفنانين اكتشفوا أنفسهم من خلال هذا البرنامج، لدرجة أن عبد المنعم عمايري قال لي: أنا اكتشفت أني أفشل ممثل في الواقع.
استراحة محارب
أوضح اليماحي أنه بعد تقديم برنامجه الشهير «عونك» على مدى 4 سنوات، بتصوير 5 أشهر في كل عام لكل موسم، من خلال السفر إلى بلاد والتنقل إلى مناطق التصوير مع أناس مختلفين من بلدان مختلفة، فكان عليه أخذ استراحة محارب، لاسيما أنه أخذ منه جهداً كبيراً نفسياً وعقلياً وفكرياً، ورغم كل هذا إلا أنه لا يزال متعلقاً به كثيراً، ولكنه أحب خوض تجربة مختلفة بها قصص متنوعة وأعمار مختلفة وجنسيات متنوعة، والأهم من ذلك أنه لا توجد الكثير من البرامج التي تسلط الضوء وتتطرق إلى الجانب الإنساني للفنان بشكل عميق، وهذه مسألة مهمة لأن هناك قاعدة جماهيرية كبيرة جداً تتأثر بهؤلاء الفنانين وتأخذهم بمثابة قدوة لهم، متمنياً تنفيذ مواسم أخرى من «الدنيا بخير».
غايات نبيلة
أشاد أحمد اليماحي، بالهلال الأحمر الإماراتي، وأهمية نقل المؤسسات الإنسانية وتفكيرها إلى زاوية مختلفة وبقعة مغايرة تماماً، وقال: الهلال الأحمر الإماراتي بدأ بـ «سند»، و«عونك»، و«قلبي اطمأن»، وحالياً «الدنيا بخير»، ولا تزال الهيئة هي الداعم والمحرك الرئيسي للجوانب الإنسانية وغاياتها النبيلة.
