تامر عبد الحميد (أبوظبي)
صرح الممثل والمنتج الإماراتي أحمد الجسمي، أن غيابه عن التواجد في عمل درامي تلفزيوني محلي في رمضان هذا العام لم يأت عن قصد، فرغم أنه يعلم جيداً أن أهله وجمهوره في الإمارات لهم حق عليه في التواجد المستمر، كما يفعل كل عام منذ سنوات طويلة، إلا أن هناك بعض الظروف حالت من دون ذلك، لكنه في الوقت نفسه معتز بمشاركته في بطولة المسلسل الخليجي «عائلة عبد الحميد حافظ»، الذي يعرض على شاشة قناة «أبوظبي»، خصوصاً أنه يجدد التعاون فيه مجدداً مع هيا عبد السلام وفؤاد علي، الذي شاركهما في السابق في 5 مسلسلات حققت نجاحاً وصدى كبيرين.
أشار الجسمي في حواره مع «الاتحاد» إلى أنه لا يشعر بالابتعاد عن الدراما المحلية، خصوصاً أن «عائلة عبد الحميد حافظ»، يعتبر عملاً خليجياً محلياً، لاسيما أنه يشارك فيه بعض الممثلين الإماراتيين منهم ابنه ماجد الجسمي، كما يعرض على شاشة محلية، وقال: إيجاد مواسم أخرى عملية مهمة لتواجد وحضور المسلسل المحلي على مدار العام، ولكن يرجع هذا الأمر إلى ظروف المحطات وخططتها الاستراتيجية لإنتاج الأعمال، فلربما يتحقق هذا الأمر، ويتم تنفيذ وعرض أعمال باستمرار، بدلاً من التركيز على موسم واحد فقط.
تسويق للعمل
وأكد الجسمي أهمية تواجد الأعمال الفنية المشتركة، لأنها تسهم في تطوير الفنان من خلال عملية الاحتكاك مع الآخر، والتعرف إلى ثقافات فنية مختلفة، ومن ناحية أخرى تساعد أيضاً على عملية التسويق للعمل والفنان نفسه خارج نطاق بلده، متمنياً التوفيق والنجاح للأعمال المحلية والخليجية المشتركة الأخرى، التي تنافس في رمضان هذا العام مثل «الزقوم» و«ساعي البريد» و«عالي المقام» و«الفنر».
قنوات ومنصات
وأشار إلى أن القنوات والمنصات الرقمية، كلاهما عملية ترفيهية تكاملية تصب في مصلحة خدمة المشاهد نفسه في رمضان، لاسيما أنه المتحكم الرئيسي في طبيعة المشاهدة سواء عبر الشاشات الفضية أو المنصات الرقمية على الرغم من المنافسة القوية بينهما، لكنه يرى في الوقت نفسه أن المنصات عملية مدفوعة لتحقيق متعة المشاهدة في أي وقت وأي زمان ومن دون فواصل إعلانية، أما القنوات فلا تزال حتى الآن هي العنصر الترفيهي الأساسي خصوصاً في الموسم الدرامي الرمضاني الأشهر، مشيداً بتوجه القنوات التي واكبت العصر وأطلق تطبيقات إلكترونية لعرض الدراما الخاصة بها، لتوفر مشاهدة رمضانية لمتابعيها بالمجان.
عالم الغناء
قال أحمد الجسمي: «عائلة عبد الحميد حافظ»، عمل اجتماعي يتميز بالبساطة مع لمحة إنسانية، حيث يتناول القضايا المجتمعية الأسرية بشكل سلسل، من دون تكلف أو تعقيدات، فهذا العمل موجه تماماً إلى الأسرة في رمضان، من خلال قصة «عبد الحميد حافظ» الذي يلعب دوره، وهو رجل شغوف بصوت الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، حيث يقرر بعد أن يصبح في الستين من عمره تحقيق حلمه بدخول عالم الغناء، لكنه يلقى معارضة من حوله وخاصةً زوجته وأولاده.
وتابع: كان من المفترض أن يتم إنتاج المسلسل عام 2019، ولكن حال انتشار «كورونا» في تلك الفترة دون ذلك، وجاء تأجيل التصوير في صالح العمل، حيث تعاونت الكاتبة المبدعة مريم نصير مع هيا عبد السلام المشرفة على المسلسل، في تحضير النص والتجهيزات الفنية الأخرى على «نار هادئة» خلال فترة الجائحة، وتمت مراجعة وقراءة النص مرات عديدة حتى نضج تماماً.تنوع درامي
ونوه إلى أن صفة التنوع الحقيقي هي الأميز في دراما رمضان هذا العام، حيث تختلف الأعمال فيما بينها سواء الخليجية أو العربية في تقديم قضايا اجتماعية وإنسانية ووطنية وتراثية، تحمل مضموناً هادفاً، وفي الوقت نفسه موجه لكل أفراد العائلة، سواء كانت أعمال اجتماعية أو حتى كوميدية، مشيداً أيضاً بالتنوع الذي حققته الدراما المحلية في طرح قضايا وموضوعات في قوالب اجتماعية وكوميدية.
منظور آخر
حول ارتباط اسم العمل بـ«العندليب» عبد الحميد حافظ، نوه الفنان أحمد الجسمي إلى أن هناك ارتباطاً درامياً بشخصية العمل الرئيسة، ولكنه لا يسرد حكاية عبد الحليم حافظ، وقال: هناك أعمال سينمائية ودرامية نُفذت إهداء لعبد الحليم، ولكن عملنا يعتبر أكبر إهداء لروح «العندليب»، خصوصاً أننا نتناول جوانب مختلفة من منظور آخر، من خلال قصة رجل عاشق لعبد الحليم حافظ.
مصداقية بصرية
أوضح الجسمي أن هذا التعب والمجهود الكبير خلال تنفيذ العمل قابله أيضاً جهد كبير في الإنتاج، فالعمل يعتبر من أضخم الإنتاجات الدرامية، خصوصاً أن أحداثه تقع في عام 1994، وهذه الفترة الزمنية صعبة في التناول من جميع النواحي، سواء الحياة الاجتماعية وتطوراتها والديكور والأثاث والسيارات والموضة في الأزياء والمكياج وتسريحات الشعر، فحاولنا قدر الإمكان تنفيذ العمل بدقة متناهية لتحقيق المصداقية البصرية، متمنياً أن يحقق العمل النجاح الذي يحلمون به.
اعتزاز وتقدير
هيا عبد السلام وفؤاد علي.. وجدت ضالتي بكما واستمرا على نهجيكما والخط الذي تسيران عليه في البحث عن أعمال متميزة تليق بمستوى المشاهد الخليجي والعربي، وبناء المشاريع الفنية التي تخدم المجتمع.. بهذه الكلمات وجه الجسمي اعتزازه وتقديره بالعمل مع فريق هيا وفؤاد، وقال: تعاونت معهما سابقاً من الناحية الإنتاجية في 5 مسلسلات، منها «أجندة» و«مانيكان» و«رقم الحظ 7»، وحققت جميعها نجاحاً وصدى كبيراً، فهم يعملون مع فريق عمل متميزة، يتمتعون بتفردهم في الاختيارات الدقيقة للأعمال، واستقطابهم لنخبة من المبدعين في مجال التأليف والإخراج، الأمر الذي يجعلك تشعر بنجاح العمل حتى قبل عرضه، مثلما شعرت في «عائلة عبد الحميد حافظ»، خصوصاً مع وجود كاتبة مبدعة مثل مريم نصير، والمخرج الشاب سعود بو عبيد، الذي مثل لي مفاجأة كبيرة، لاسيما أنه مخرج طموح ومحترف.