السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

شيخة محمد الجابري تكتب: يا حنيّنه وكلّك طيبة

شيخة محمد الجابري تكتب: يا حنيّنه وكلّك طيبة
21 مارس 2022 00:43

هي ليست الطّيبة وحدها، بل الحب والحياة والسعادة والفرح، الأمهات عبق الحياة وسر بقائها واستمرارها، الأمهات حكايات الخبز اليومي، والقهوة الحلوة، والضحكات الصادقات والابتسامات النّدية، الأمهات البدايات اللامتناهية، العطاءات الممتدة، التضحيات، وكل الأشياء الحلوة من حولنا.
الأمهات أغنياتنا العتيقة «ست الحبايب لفايزة أحمد» حتى أغنياتهن لم تعُد هي الأغنيات، ولا الأمنيات ذاتها الأمنيات، كل شيء من حولنا تغيّر، مفهوم الحب ذاته، قيمته، الشعور به، حب الأم لا يضاهيه حب، الالتصاق بها.. برائحتها، بعطرها، بتفاصيلها، حاجات عميقة جداً لا يدركها الزمن المتحوّل بإنسانه لا نعرف حتى متى، أو إلى أين.
الأمهات بساتين النخيل، وطلعها الأبيض النّقي، بوابات الضوء في عمق الأنفاق المعتمة، أرواحنا التي تسير على الأرض كما نحنُ أكبادهن المعلقات بأرواحهن، أمهاتنا.. يا سيدات الفرح، يا فخر العمر المنتمي إلى قلوبنا محبة ومهابة، سِعة ورحابة، امتداداً حلوَ الشجوِ، والأشعار، وحرير الكلمات، سيدات التضحيات الكبرى، المعطيات، الواهبات، الغارسات زهر الأمان، القاطفات كدّ العمر، وتعب الأيام الموغلة عناء وصبراً، ورضىً وقناعة.
اليوم هو يومهنّ، يوم الأم الذي يحتفل به العالم، وبه نحتفي كل لحظة ودقيقة وساعة، بل كل الوقت، ترى ما الذي يمكن أن نقدّمه لهنّ وقد قدّمن أعمارهن، وصحتهن، وأوقاتهن، وآثرننا على أنفسهن، وحاجاتهن، واحتياجاتهن، وراحاتهنّ، وحيواتهن، صبرنَ حتى ضاق الصبرُ بصبرهن، تحمّلن مشقات الحياة وصعوباتها، لم يكنّ مترفاتٍ بالقدر الذي تعيشه الأمهات اليوم، لم يكنّ عابئات إلاّ بالعمل والرعاية والاهتمام بالأبناء، والآباء، وربما أفراد الأسرة كاملة، تلك الأمهات لو وهبناهن أعيننا لا تكفيهن، ولا تُساوي شيئاً مما بذلنه من أجلنا طوال رحلة العمر البهيّة بهن.
حتى أغنياتنا لهنّ لم تعد تلك الأغنيات الشجيّة المشحونة بالحنان والحب، لم تعد حضناً دافئاً يعبّر عنّا، الأمهات اليوم انشغلنَ بهن، ترى ماذا سيغني الطفل الذي اعتاد «بيبي شارك» لأمه في عيدها، هل سيشدو لها «ست الحبايب» أم سيداعبها برائعة فيروز «أمي َيا ملاكي» أو «أمي نامت بكّير» وغيرها مما علُق َ في أرواحنا من وهج القصيد، وروح الشعر الحنونة التي اقتسمت معنا حب َ الأم إلى أبعد مدى من العاطفة والمشاعر؟
أيتها الأمهات الرائعات، يا أمهاتنا الفاضلات الطّيّبات المعطيات، كل لحظة وأنتن حبيباتنا وأرواحنا وعيوننا ونشيدنا الأسمى يا أغلى مَن حولنا نحبّه، ويا أمهات الشهداء الأبرار، لكنّ تحية حبٍ وفخر واعتزاز، دمتُنّ حبيباتنا فارعات الحضور والعطاء، دائمات الودّ والسخاء، لكنّ، لأمي التي هي «أغلى من روحي ودمي» محبّات عميقة، بقدر حضورنا في أرواحكنّ وأكثر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©