أحمد مراد (القاهرة)
يحمل غالبية قادة وزعماء ورؤساء مختلف دول العالم خبرات سياسية وعسكرية.. لكن في حالات نادرة واستثنائية يصل إلى المقعد الرئاسي رؤساء عملوا في مجال التمثيل لسنوات.
زيلينسكي.. من الكوميديا إلى «الرئاسة»
خلال شهر أبريل من عام 2019، فاز الممثل الكوميدي الأوكراني، فولوديمير زيليسنكي، بولاية رئاسية مدتها 5 سنوات بعدما حصد 73.2% من أصوات الناخبين في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
زيليسنكي، المولود في 25 يناير من عام 1978، قبل أن يصبح رئيساً لأوكرانيا لم يكن يملك أي خبرة سياسية، ولم يمارس قط العمل السياسي، وهو ما اعترف به بقوله: «نعم، ليس لديّ خبرة، لكن لديّ ما يكفي من الطاقة والقوة. بالتأكيد لا أعرف كل شيء عن السياسة، لكنني في مرحلة التعلم».
وكان زيليسنكي أنهى دراسة الحقوق، واتجه إلى العمل في مجال التمثيل، وانضم إلى أكثر من فرقة مسرحية، وبعدها شارك بأدوار بسيطة في أعمال سينمائية وتلفزيونية.
وفي عام 2015، حقق زيليسنكي شهرة واسعة عبر دوره في المسلسل الشهير «خادم الشعب» الذي لعب فيه دور مدرس تاريخ في إحدى المدارس الثانوية، وانتشر لهذا المدرس فيديو يشتكي فيه من الفساد المتفشي في إدارات وأجهزة الدولة المختلفة، ودفعته الشهرة التي نالها بسبب الفيديو إلى الترشح في الانتخابات الرئاسية، وحصل فيها على أصوات غالبية المواطنين، وأصبح رئيساً للبلاد، وعمل على تنفيذ برنامج إصلاحي للقضاء على الفساد.
النجاح الطاغي الذي حققه مسلسل «خادم الشعب» دفع الشركة المنتجة، والمعروفة بـ «كفارتال 95»، في مارس من عام 2018، إلى تأسيس حزب يحمل نفس اسم المسلسل، وفي 31 ديسمبر من العام ذاته، أعلن زيلينسكي الترشح للانتخابات الرئاسية التي حسمها لصالحه بعد حملة انتخابية استمرت 4 أشهر، اعتمدت على شبكات التواصل الاجتماعي والعروض المسرحية التي قدمها مع فرقته في ضواحي العاصمة الأوكرانية «كييف». وفي النهاية كُتب النجاح لمغامرة الممثل الكوميدي السابق الذي أصبح رئيساً لدولة ذات مساحة شاسعة تصل إلى 603 آلاف كيلومتر مربع، ويقترب تعداد سكانها من 45 مليون نسمة.
ريغان.. نقيب الممثلين
وصل الممثل الأميركي، رونالد ريغان، إلى البيت الأبيض وأصبح الرئيس الأربعين للولايات المتحدة الأميركية، واستمرت رئاسته على مدى فترتين من عام 1981 حتى 1989، وقبل الرئاسة شغل منصب حاكم ولاية كاليفورنيا.
وعمل رونالد ريغان خلال سنوات شبابه الأولى في مجال التمثيل، وشارك في عدد من الأفلام الأميركية، أبرزها فيلم «صف الملوك» الذي ترشح لجائزة الأوسكار، وفيلم «محاكمة سانتا في» بصحبة النجمين إيرول فلين، وأوليفيا دي هافيلاند، إلى جانب أفلام أخرى، مثل «هذا جيشي»، و«النصر الأسود».
مشوار ريغان مع التمثيل لم يتوقف عند حد مشاركته في بعض الأفلام، فقد اُختير رئيساً لاتحاد ممثلين عُرف بـ (SAG)، وبعدها اتجه إلى العمل السياسي، وحصل على عضوية الحزب الجمهوري، وتدرج في العمل السياسي حتى اُختير في يناير من عام 1967 حاكماً لولاية كاليفورنيا.
ترامب.. أدوار هامشية
قبل أن يصبح الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأميركية بين عامي 2016 و2020، شارك بأدوار هامشية في العديد من الأعمال الفنية الأميركية سواء أفلام أو مسلسلات، ولم تكن مشاركته في هذه الأعمال بدافع اكتساب الشهرة، بقدر الترويج لأعماله التجارية.
وجاءت مشاركات ترامب في الأعمال الفنية في صورة مشاهد قصيرة جداً، وأبرزها ظهوره لعدة ثوانٍ في الفيلم الأميركي الشهير «Home alone» الذي عُرض في عام 1992، وقبلها ظهوره في الفيلم الكوميدي «Ghosts Can›t Do It» في العام 1989، وفي عام 1994، ظهر الرئيس الأميركي السابق بشخصيته الحقيقية كأحد أكبر رجال الأعمال في سلسلة «The Fresh Prince of Bel-Air» وفي نفس العام ظهر في دور صغير في فيلم «The Little Rascals». وفي عام 1996، شارك ترامب في المسلسل الكوميدي «The Nanny». كما أدى في نفس العام دور رجل أعمال في فيلم «Eddie»، وفي العام 2001 شارك في الفيلم الكوميدي «Zoolander».
استرادا.. 30 عاماً في التمثيل
عمل الرئيس الفلبيني الأسبق، جوزيف استرادا، الذي تولى الرئاسة خلال الفترة بين عامي 1998 و2001، في مجال التمثيل لمدة تقترب من 30 عاماً، وشارك بأدوار رئيسة في الكثير من الأفلام والمسلسلات، وحقق خلالها شهرة وشعبية واسعة بين صفوف المجتمع الفلبيني، وقد منحه الممثل، فرناندو بو جونيور، لقب «إراب»، ويعني «الصديق»، وهو مستوحي من إحدى المسرحيات باللغة التاغالوغية العامية.
بعد سنوات طويلة من العمل في مجال التمثيل، اتجه استرادا إلى العمل السياسي معتمداً على شهرته وشعبيته كممثل، حيث شغل موقع عمدة مدينة سان خوان ديل مونتي من العام 1969 حتى العام 1986، بعدها أصبح عضواً في مجلس الشيوخ من العام 1987 حتى العام 1992، ثم نائباً لرئيس الجمهورية في الفترة بين عامي 1992 حتى 1998، بعدها أصبح رئيساً للبلاد حتى العام 2001.
موراليس.. الفنان الساخر
في الخامس والعشرين من أكتوبر عام 2015، فاز الممثل الكوميدي والساخر، جيمي موراليس، في الانتخابات الرئاسية في غواتيمالا بعدما حصد أكثر من 70% من أصوات الناخبين.
موراليس، الرئيس الـ 50 لجمهورية غواتيمالا، ولد لعائلة فقيرة، وحصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة سان كارلوس، وعمل في مجال التمثيل لمدة 20 عاماً، وأدى أدواراً كوميدية وساخرة مع شقيقه في بعض الأعمال الفنية، فضلاً عن تقديمه لبرنامج فكاهي يسخر فيه من سوء وتراجع الأوضاع الحياتية في البلاد.
الأعمال الفنية الفكاهية منحت موراليس شهرة وشعبية كبيرة ساعدته في الوصول إلى المقعد الرئاسي رغم أن برنامجه الانتخابي لم يتألف سوى من 6 ورقات فقط، وجاء خالياً من أي معلومة حول كيف سيحكم البلاد التي يقترب تعداد سكانها من 16 مليون نسمة.