عدد اليوم
د. شريف عرفة
زاد إيقاع الحياة وتناقصت معه قدرتنا على التركيز لفترات طويلة، بينما تبحث عن معلومة ما في جوجل، يقترح عليك «يوتيوب» فيديو مهماً، وتصلك رسالة من صديقك على واتساب، ويأتيك إشعار على الهاتف.. فهل تستطيع التركيز في كل هذه الأمور بنفس الكفاءة؟ أدت الثورة التقنية إلى غزارة المعلومات وسهولة الوصول إليها.. ما جعل الناس أقل قدرة على التعمق في فهم واحدة منها لفترات طويلة. هذا ما يتناوله كتاب «التركيز المسروق: لماذا لا يمكنك الانتباه وكيف تفكر بعمق مرة أخرى؟» الذي يستعرض مؤلفه يوهان هاري المشكلة ومجموعة من الحلول العملية المفيدة في هذا الصدد..
1- اغلق هاتفك
في تجربة أجراها باحثون من جامعة كارنيجي ميلون، طلبوا من 136 طالباً إجراء اختبار. في الوقت الذي أغلق فيه بعضهم هواتفهم، بينما ظلت هواتف الآخرين مفتوحة تتلقى الإشعارات. وحين ظهرت نتيجة الاختبار، وجدوا أن أداء الطلاب الذين تلقوا الرسائل كان أسوأ بنسبة 20 في المائة من غيرهم.. وفي دراسات مماثلة كانت النتيجة أسوأ بنسبة 30 في المائة! وحسب البروفيسور مايكل بوسنر من جامعة أوريجون، إذا تمت مقاطعتك، فستحتاج في المتوسط إلى 23 دقيقة للعودة إلى نفس المستوى من التركيز الذي كان لديك قبل المقاطعة!
لذلك عليك التوقف عن استخدام هاتفك، لأن فيه تطبيقات مصممة خصيصاً لمقاطعتك وجذب انتباهك.
2- تجنب تعدد المهام
حسب علماء الأعصاب، فإن تعدد المهام، ما هو إلا انتقال من مهمة لأخرى بالتتابع لضمان سير هذه المهام بالتوازي.. وهذه العملية تستهلك الكثير من الطاقة، وتضعف أداء هذه المهام المتعددة، بالمقارنة بمن يتفرغ لمهمة واحدة فقط.
لذلك، كي تستطيع إنجاز عملك بكفاءة، قم بتقسيم المهام بوضوح.. المهمة تلو الأخرى في جدول زمني واضح.. بدلاً من تشتيت نفسك في مهام متعددة تستهلك طاقتك الذهنية بشكل لا ينعكس على جودة أداء المهمة.
3- تخلص من التوتر
الإنصات بتركيز لمحاضرة مهمة، يحتاج إلى بال رائق، لا لشخص يشعر بالتهديد والقلق. فحسب الكاتب، حين تكون الحياة مليئة بالضغوط النفسية، يستجيب المخ بآلية دفاعية تجعله غير قادر على التركيز في شيء واحد لفترة طويلة، بل بتوزيع التركيز لملاحظة التهديدات والمخاطر المحتملة في البيئة المحيطة. ما يفسر أن زيادة التوتر - في العمل أو في المنزل - تسبب في كثير من الأحيان زيادة هائلة في مشاكل الانتباه.
4- لا بأس بالشرود
الشرود مفيد لأنه يحسن القدرة على التركيز لاحقاً، كما إنه مفيد للتفكير الإبداعي وإيجاد حلول غير تقليدية للمشكلات.. فكثير منها ظهرت في لحظات شرود غير مقصودة. بينهما تعمد السيطرة الدائمة على أفكارنا، أمر مرهق وغير مفيد لإنتاجيتنا.
لذلك، ينصح هاري بالسماح لعقلك بالشرود من حين لآخر في أوقات الفراغ.. لا تعتبر أنك في سباق محموم لأداء مهام لا تنتهي.. بل استرخ لأن هذا سيجعلك قادراً على التركيز لاحقاً.. وأرح ذهنك كي يستطيع العمل لاحقاً.
5- غير نظامك الغذائي
حسب وصف الكاتب، أصبح طعامنا الحالي يشبه وضع وقود الصواريخ في سيارة ميني كوبر. يسبب ارتفاعاً هائلاً في الطاقة التي تعطل أداءنا الذهني وتتركنا في حالة من الضباب الدماغي. فحين تأكل الخبز الأبيض أو المخبوزات على الإفطار، يرتفع مستوى الجلوكوز في الدم بسرعة كبيرة، ما يمنحك اندفاعاً غير طبيعي للطاقة، لكن سرعان ما ينخفض فتشعر بالإرهاق وعدم القدرة على التفكير بوضوح. لذلك، تجنب المأكولات المصنعة قدر الإمكان.. فهي متهم رئيسي بنقص التركيز.
6- النوم
ليس النوم رفاهية، بل ضروري للصحة العقلية والجسدية. في دراسة لعلماء من جامعة هارفارد، وجدوا أن النوم أقل من خمس ساعات يزيد فرص الإصابة بخرف الشيخوخة بمقدار الضعف. لذا ينصحون بالنوم من 6 إلى ثماني ساعات يومياً.
