لكبيرة التونسي (أبوظبي)
أكد مختصون أن إنصات الآباء للأبناء، مهارة تعزز الثقة بالنفس وتؤسس لعلاقة قوية بين الطرفين، وتعتبر من أهم المهارات التي يجب إتقانها، لأهميتها الكبيرة على الصعيد الشخصي والمهني، وانعكاسها على حياة الفرد في جميع مراحل حياته، مما جعلها محوراً للعديد من المواضيع والورش، منها ورشة نظمتها مؤسسة التنمية الأسرية للتوعية بأهمية تلك المهارة وتسليط الضوء على عناصرها وطريقة امتلاكها.
وقالت منيرة سالم الكيومي، اختصاصي نفسي في مؤسسة التنمية الأسرية: إن الإنصات يختلف عن الاستماع، موضحة أن الاستماع يرتبط بحاسة السمع، أما الإنصات فهو مهارة في عملية التواصل بين الأبناء والآباء، يتم تأسيسها منذ الطفولة المبكرة، لتعطي أكلها في سن المراهقة، وتكون عبر عدة عناصر منها اللغة والإيماءات وحركة الجسد ونظرة العيون وملامح الوجه ونبرة الصوت، والتعبير اللفظي، مع عدم الانشغال عنه بأي شيء آخر، مثل مشاهدة التلفاز أو الآي باد أو الهاتف، مع تكريس الجهد والوقت من أجل تحقيق هذا التواصل الفعّال.
أهمية الإنصات
وأوضحت أن إتقان مهارة الإنصات يمكن الوالدين من فهم مشاكل أبنائهم ومناقشتها بأسلوب مرن ومناسب لعقولهم، وعدم إهمالهم مما يزرع الثقة في أنفسهم، ويجعلهم يتكلمون بصراحة ويؤسس لعلاقة قوية، مؤكدة أنه من المهم جداً الإنصات إلى الابن ومنحه الاهتمام بما يقوله، وفي حال عدم توفر الوقت الكافي، ينبغي إرجاء موضوع الحديث لوقت لاحق على أن يتم الوفاء بالوعد والتفرغ تماماً لما يقوله، حتى لا يفقد الثقة في الوالدين، ويحجم عن الحديث معهما، كي يتم تأسيس علاقة مبنية على الصدق والتقدير.
كيف ننصت؟
وأشارت إلى أن تتنوع مهارة الإنصات باختلاف المراحل العمرية، حيث إن الطفل من عمر صغير يتطلب إيحاءات معينة وتعبيراً وتواصلاً جسدياً، ونظرة العيون، بينما في المراحل الأكبر قليلاً، يحتاج الإجابة عن الأسئلة والتقرب منه والتفرغ له تماماً، والابتعاد عن أسباب التشتت، أما الطفل في سن المراهقة فيحتاج إلى مهارات عالية في الإنصات والاهتمام الزائد، حيث يكون شديد الإلحاح والتفاوض، مما يتطلب الصبر والاحتواء لمشاعره، موضحة أن الوالدين إذا تعودوا على الإنصات لأبنائهم منذ صغرهم، فإن ذلك سيوطد العلاقة بينهم، ولا يحتاج إلى مجهود في سن المراهقة، على أن يكون الحوار وفق قواعد الهدوء والابتعاد عن الانفعال وعدم المقاطعة أو التعليق على الحديث أو إصدار الأحكام، والابتعاد عن اللوم والتجريح والانتقاد اللاذع والانتقاص من قيمة الأشياء، التي يتحدث عنها وتجنب مقارنته مع الآخرين، وإبداء الاهتمام لما يقوله مهما كان بسيطاً.
الإنصات الإيجابي والفعال
يعتبر نوعاً من التعزيز والتشجيع ويعبر عن المواقف والآراء ويزيد الثقة بالنفس، ويكسبه مهارات كثيرة، بحيث يكون محاوراً اجتماعياً، يتمتع بقدرة على الحديث بطلاقة، يكسبه مفردات لغوية كثيرة ولا يرتبك أثناء الحديث، وشعر بالقبول، مما يجعله يتمتع بحياة طبيعية جيدة، بينما يحدث العكس إذا افتقد إلى الإنصات.