أحمد عاطف (القاهرة) بعد نحو 3400 عام، تمكن علماء في الآثار من حل لغز يحيط بخنجر يعود للفرعون توت عنخ آمون، أحد أشهر الملوك الذين حكموا مصر القديمة. اكتشف الخنجر في مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922م. ولفت العلماء إلى أن الخنجر لم يصنع في مصر، ما يشير إلى أنه كان هدية قدمت لجد الملك من الخارج. وقال الباحثون إنهم أجروا تحليلات بالأشعة السينية للخنجر الموجود في المتحف المصري في العاصمة القاهرة. وأظهرت النتائج أن المقبض، وهو من الذهب صُنع على ما يبدو باستخدام مادة لاصقة تُعرف باسم الجص الجيري، مضيفين أن هذه المادة لم تستخدم في مصر إلا بعد ذلك بوقت طويل، ولكن تم استخدامها من قبل الحرفيين في أجزاء أخرى من العالم في ذلك الوقت.
خنجر الفرعون توت عنخ آمون
وأشارت التحليلات إلى أن القطعة الأثرية صنعت باستخدام تقنية درجات الحرارة المنخفضة وتم تسخينها إلى أقل من 950 درجة مئوية، ويعلقون على ذلك بأنه "يلمح إلى أصله الأجنبي، ربما من ميتاني، أو من الأناضول". ولفت العلماء إلى أن هذا التوقع يتماشى مع السجلات المصرية القديمة التي تدعي أن خنجراً حديدياً بمقبض ذهبي كان هبة من ملك ميتاني إلى أمنحتب الثالث، جد توت عنخ آمون، مما يعني أن الملك الصبي قد ورث الخنجر. ويعود تاريخ القطعة الأثرية إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد وعثر عليها في الغلاف المحيط بالفخذ الأيمن لمومياء الملك توت عنخ آمون. ويتميز الخنجر بمقبض ذهبي مزين بشكل دائري من الكريستال الصخري. وكان الخنجر مغلفا أيضا بغمد ذهبي مزين بنمط من الزنابق والريش ورأس ابن آوى. توت عنخ آمون هو أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشرة في تاريخ مصر القديمة. وحكم مصر من 1334 ق.م إلى 1325 ق.م. وهو أحد أشهر الفراعنة على الإطلاق وعرف بلقب"الملك الصبي" حيث كان عمره 10 سنوات فقط عندما تولى العرش. كانت القطع الحديدية، في تلك الفترة، نادرة وأكثر قيمة من الذهب خلال العصر البرونزي وكانت في الغالب زخرفية، قد يكون هذا بسبب أن المصريين وجدوا صعوبة في التعامل مع الحديد لأنه يتطلب حرارة عالية جدًا للتشكيل.
عدد اليوم
