تامر عبد الحميد (أبوظبي)
تؤمن عازفة العود الإماراتية شمسة الجسمي بالدور الكبير الذي تلعبه الموسيقى في المجال الإنساني، وتخفيف وطأة الأزمات التي يعيشها الناس في مختلف أنحاء العالم، فضلاً عن كونها وسيلة فاعلة للتقريب بين مختلف الجنسيات. وتشيد بدور دولة الإمارات اللامحدود في توفير المنصات الفنية التي تسهم في إظهار ودعم الإبداعات المحلية ونشر الثقافة الموسيقية المحلية إلى العالم.
تحدثت شمسة الجسمي لـ «الاتحاد» عن موهبتها، لافتة إلى أنها سخَّرتها في المشاركة بمبادرات فنية لإظهار إبداعاتها، ودعم الموسيقيين والموهوبين ليكتسبوا الخبرات اللازمة التي تؤهِّلهم إلى التعلم والاستفادة، خصوصاً أن هناك العديد من المواهب الإماراتية في مجال العزف والموسيقى على آلات مختلفة، منها القانون والعود والتشيلو والبيانو، والذين خرجوا بإبداعاتهم من المحلية إلى نطاق العربية والعالمية أيضاً من خلال مشاركتهم في مهرجانات موسيقية ودولية.
منبر فني
شاركت شمسة مؤخراً في تقديم أمسيات موسيقية في جناح الشباب في «إكسبو 2020» تحت عنوان «الفن يربط العرب بالعالم». وقالت: أنا فخورة بمشاركتي في الحدث العالمي الأضخم وأشكر المؤسسة الاتحادية للشباب على الدعم والتواصل المستمرَين وتوفير المنبر الفني لتنفيذ أمسيات موسيقية في جناح الشباب، لدعم أصحاب المواهب ونقل الموروث والثقافة الإماراتية الموسيقية. وكانت قدمت من خلالها معزوفات على آلة العود، تنوعت بين الألحان الشعبية والشرقية والعالمية.
أول أوركسترا
وأعربت شمسة عن سعادتها بأن تشارك 19 عازفاً من طلبة أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، حفلاً موسيقياً بعنوان «ليلة العود»، في أول أوركسترا للعود بقيادة الموسيقية آمال أحمد ميناء، على مسرح غرفة التجارة والصناعة في الفجيرة. وكانت بالنسبة لها ليلة من أجمل الليالي الفنية، وكان لها الفخر بأن تقف وسط الطلبة المحترفين بالعزف على آلة العود، والذين سيكون لهم شأن كبير في المستقبل في هذا المجال.
رُشِّحت شمسة الجسمي لتكون عضواً في أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، للمساهمة في تقديم حفلات موسيقية ومبادرات فنية، وكان آخرها مشاركتها في حفل إطلاق مبادرة «بطاقة فنان» التي نظَّمته الأكاديمية مؤخراً. وتهدف إلى الكشف عن الإماراتيين الموهوبين، وتوفير البيئة الفنية المناسبة لهم، وتضمن إظهار مواهبهم عن طريق التشجيع والتحفيز ورفع مستوى الكفاءة لديهم وتعزيز هويتهم الوطنية.
وَحْيٌ يعلو
وكما قال بيتهوفن: الموسيقى وَحْيٌ يعلو على كل الحِكم والفلسفات، ترى شمسة أنه لا حياة بدون موسيقى. وقالت: بالرغم من تأثير «كوفيد - 19» الكبير على مجالات عدة، إلا أن الموسيقى لم تتوقَّف، وقدم عدد من الموسيقيين خلال الجائحة بعض الأنشطة التي أنعشت المنطقة، وأخرجت الناس من الحالة الصعبة التي عايشوها. وذكرت أنها قدمت بشكل منفرد عدداً من المبادرات الموسيقية الخاصة عن بُعد على مواقع التواصل الاجتماعي، للتشجيع على الالتزام بالإجراءات الاحترازية والشروط الوقائية المتبعة في الدولة حفاظاً على السلامة العامة. وأوضحت أن ثمة فرقاً كبيراً بين العزف عن بُعد وأمام جمهور، ولكل منهما خصائصه، وهي تفضِّل التجربة المباشرة أمام الجمهور، والتي تمنحها فرصة التواصل المباشر مع محبي الموسيقى.
مثلها الأعلى
تعلّقت شمسة الجسمي منذ الصغر بآلة العود ووجدت أنها مميزة ومختلفة، إذ تمكِّنها من الوصول إلى مرحلة التشبُّع الموسيقي عبر العزف على أوتارها. وشغفت بآلة البيانو، وترى أن التنقّل بين مفاتحيها يصطحب العازف إلى مسرح خاص به. تعشق سيمفونيات بيتهوفن وموزارت وهايدن، وتعتبر بيتهوفن مثلها الأعلى، بحيث استطاع أن يلهم الكثيرين على مر السنين، ولا سيما مع تجربته في قهر الصعاب، بعدما فقدَ حاسة السمع، ووهبها لأصابعه واستبدلها بالمشاعر.