أبوظبي (الاتحاد)
دخل مقدّم البرامج وصانع الوثائقيات البريطاني الشهير ديفيد اتينبارا قائمة الشرف ضمن المرشحين لجائزة نوبل للسلام. وبدعم من مشرعين نرويجيين عادة ما يسهمون في اختيار الفائزين، ينافس اتينبارا على الجائزة الرفيعة التي سيتم إعلان الفائز بها في أكتوبر المقبل، منظمة الصحة العالمية، وسفياتلانا تسيخانوسكايا المعارضة في روسيا البيضاء، والناشطة جريتا تونبرج، والبابا فرنسيس، وحكومة الوحدة الوطنية في ميانمار المشكلة من مناهضي الانقلاب العسكري العام الماضي، وسايمون كوفي وزير خارجية توفالو.
ولو فاز المذيع البريطاني الذي يحمل لقب «سير» بالجائزة هذا العام، فسيكون ثالث إعلامي يفوز بها للعام الثاني على التوالي. ففي العام الماضي فاز بالجائزة مناصفة الصحفي الروسي دميتري موراتوف رئيس تحرير صحيفة «نوفايا غازيتا»، والإعلامية الفلبينية ماريا ريسا التي تدير موقعاً إلكترونياً معروفاً بخطه التحريري المعارض في مانيلا. وكان أول صحفي فاز بالجائزة هو الألماني كارل فون أوسيتسكي عام 1935 لكشفه عن برنامج بلاده السري لإعادة التسلح بعد الحرب.
وقد أمضى اتينبارا (95 عاماً) أكثر من ستين عاماً في العمل بين الراديو والتلفزيون والوثائقيات، حيث اشتهر ببرامجه التلفزيونية التي تستعرض الطبيعة في العالم، ومنها سلسلة «الحياة على الأرض» وسلسلة «الكوكب الأزرق».
وجرى ترشيحه بالاشتراك مع (المنبر الدولي الحكومي للعلوم والسياسات في مجال التنوّع البيولوجي وخدمات النظام الإيكولوجي) الذي يُقيم حالة التنوع الحيوي في أنحاء العالم لصناع السياسة.
درس اتينبارا الجيولوجيا وعلم الحيوان وحصل على درجة علمية في العلوم الطبيعية في عام 1947. وبعد خدمة لمدة عامين في البحرية البريطانية، تولى منصبًا في تحرير كتب علوم الأطفال لشركة نشر، ثم انضم في عام 1952 إلى هيئة الإذاعة البريطانية بدوام كامل، ولم يتحمسوا لظهوره في البداية أمام الكاميرا كمذيع بدعوى أن أسنانه كبيرة جدا، لكنه اقتحم المجال بكفاءة، حيث أبدع منذ البداية في المجال الذي عشقه وهو الطبيعة وكائناتها.
وفي خريف 2020 انضمّ اتينبارا إلى إنستغرام لنشر التوعية البيئية، فتجاوز عدد متابعيه المليونين و900 ألف متابع خلال ساعات معدودة. وقد أطلق على الحساب اسم: «حياة على كوكبنا». وقال الإعلامي العتيق: إنّ «إنقاذ الكوكب بات اليوم تحدياً في مجال التواصل». وأضاف أنّه سيستخدم المنصّة لمشاركة تسجيلات تشرح ما هي المشاكل البيئية وكيفية مواجهتها. وجاء ذلك بعدما أطلق اتينبارا كتابه الجديد «حياة على كوكبنا»، ووثائقي بالعنوان ذاته يبثّ عبر «نتفلكس»، تحدث فيهما عن مسيرته المهنية، وعن تراجع البيئة والتنوع البيولوجي على الكوكب كما شهدهما عن قرب.
لكن المفارقة الغريبة، أن اتينبارا قرر أن ينسحب من انستغرام بعد فترة قصيرة، يبدو خلالها أنه لم يتمكن من التكيف مع وسائط التواصل الحديثة السريعة التي تسمح بتدفق آلاف الرسائل على حسابه دون أن يتمكن من الرد عليها.