عدد اليوم
محمد نجيم (الرباط)
تحرص الفنانة المغربية عائشة جبو على استحضار الموروث الشعبي بأشكال تعبيرية تنهل من معين الثقافة المغربية العريقة، ففي ورشتها الصغيرة المتواجدة في مدينة سطات، تنهمك تلك الشابة في إعداد شموع كبيرة وأيقونات وديكورات تزينها بنقوش وخطوط وكتابات مستوحاة من طقوس العرس المغربي، مؤصلة بذلك بأشكال وعلامات الأبعاد التراثية والغنى الجمالي في طقوس الزواج.
وتستعمل الشموع التي تزينها برسوم جميلة وتحمل أسماء العريس والعروسة بخطوط ذهبية تبهر العين، كما تستعمل العقيق والحناء والصباغة لإنجاز أعمالها التي تطلبها الأسر المغربية لتخليد ذكرى مناسبات الأعراس والخطوبة، كما تكتب بطاقات الدعوات بخطوط جميلة مستحضرة فيها ثراء الخط العربي والمغربي، كما تعمل على تزيين قوالب السكر التي تعتبر من أساسيات الخطوبة في المجتمع المغربي.
عائشة جبو «33 عاماً» التي تعمل مساعدة اجتماعية في محاكم الأسرة والطفل ولديها نشاط في العمل التطوعي.. بدأت حياتها الفنية برسم لوحات، قبل أن تتفرغ لمشروعها وهو إعداد وتزيين كل ما له علاقة بطقوس الزواج المغربي، حيث تبدع في إعداد بطاقات الدعوة وتزيين هدايا الخطوبة والزواج.
وأعربت عن سعادتها بما حققت في هذا المجال الذي تحبه وتجد فيه ذاتها ومتنفسها، مشيرة إلى أنها تجسد في أعمالها كل ما له علاقة بتلك الطقوس وفق رؤية حداثية مع الحفاظ على الأشكال والعلامات التراثية التعبيرية، التي تدل على ثراء الثقافة المغربية بتنوع أطيافها، كما تحرص على استعمال الحناء الألوان الفاتحة في رسوماتها، لأنها تعبر عن الفرح الذي نحتاجه في هذا الزمن، من خلال أعمال تسعد الأسر وتنشر روح المرح والتفاؤل، لذا يتم الإقبال على ما تبدعه من طرف الجالية المغربية المقيمة من خلال مشاركتها في المعرض أو عبر الإنترنت، لأن أعمالها والديكورات التي تصنعها تنهل من موروث تراث العرس المغربي الأصيل.
