أظهرت دراسة جديدة، نشرت اليوم الجمعة، أنّ إدراج الفول السوداني ضمن نظام الأطفال الغذائي في وقت مبكر من شأنه أن يساعد على تجنّب الحساسية تجاه هذا النوع من البقوليات. ووجد الباحثون أنّ تقديم منتجات الفول السوداني للأطفال والرضّع، وزيادة التعرض لهذا المكوّن تدريجياً، يؤدّي إلى مقاومة أكبر لمسببات الحساسية. وشملت الدراسة، المنشورة في مجلة "ذي لانست" العلمية، 146 طفلاً يعانون من الحساسية على الفول السوداني تتراوح أعمارهم بين صفر وثلاث سنوات واختُبروا لسنتين ونصف السنة. وأُعطت بودرة بروتين الفول السوداني يومياً لـ96 طفلاً، مع زيادة الجرعة تدريجياً إلى ما يعادل الست حبات من الفول السوداني، في حين أنّ الأطفال الآخرين حصلوا على دقيق الشوفان. وبعد ستّة أشهر، أظهر عشرون طفلاً ممن أخذوا الفول السوداني شفاءً من الحساسية، أي أنّ أي رد فعل تحسسي لم يحصل. وكانوا قادرين على مقاومة جرعة توازي 16 حبة من الفول السوداني. وسجّل طفل واحد من المجموعة التي تناولت دقيق الشوفان حالة شفاء. واعتُبر عشرون طفلاً ممّن تناولوا مسحوق الفول السوداني "أقل حساسية"، مما يعني أنّهم باتوا أكثر مقاومة للحساسية ولكن لم يشفوا منها بشكل كامل. ويمكن لهؤلاء الأطفال تحمّل جرعة تعادل ما بين ستة و12 حبة من الفول السوداني بعد ستة أشهر على انتهاء العلاج. وسجّل الأطفال الأصغر سناً في الدراسة حالات شفاء في أغلب الأحيان، وأتت أفضل النتائج لدى أولئك الذين تقل أعمارهم عن 12 شهراً. واعتبر المعدّ المشارك في الدراسة ستايسي جونز أنّ "التدخلات المبكرة قد تقدّم فرصاً أفضل للشفاء". وأشارت الدراسة إلى أنّ 2 في المئة من الأطفال في الدول الغربية يصابون بالحساسية تجاه الفول السوداني، ويمكن أن تستمر لديهم مدى الحياة. وعلى الأطفال المصابين بهذا النوع من الحساسية تجنّب تناول الفول السوداني، وأخذ جرعات من الأدرينالين عن طريق الحقن، وذلك لمكافحة الصدمات التحسسية التي يمكن أن تكون قاتلة في حالات التعرّض للفول السوداني عن طريق الخطأ. ويمكن أن يحدث التعرض حتى عندما يعانق الطفل شخصاً تناول الفول السوداني. وقال المعد المشارك في الدراسة ويسلاي بوركس "لا توجد خيارات للعلاج، مما يشكّل عبئاً كبيراً على الأطفال المصابين بالحساسية والمسؤولين عن رعايتهم لتفادي التعرّض غير المقصود". وأضاف أنّ "في الحالات المتقدّمة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تقييد حريات الأطفال المصابين بهذا النوع من الحساسية، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بوجودهم في الحضانات أو المدارس أو الأماكن العامة حيث يصعب اتباع نظام غذائي آمن".