هناء الحمادي (أبوظبي)
تتفنَّن ميثا النعيمي في عالم الفراشات، حيث تجذبها أجنحتها الرقيقة ذات الألوان البديعة، وقد شكَّلت مصدراً لهوايتها، وهي تجمع الفراشات بمختلف ألوانها وأنواعها وأحجامها.. حيث أسرتها ألوانها الزاهية وجَمالها الأخّاذ، حتى باتت رمزاً للرقة، وكانت مصدراً يُلهم الفنانين والشعراء. وعن نظرتها إلى الفراشات باعتبارها كائنات رقيقة قالت ميثا إنها تتميّز بخفتها، وعمرها القصير الذي لا يتجاوز الـ 40 يوماً، وإن حبها لها دفعها لاكتشاف المزيد من أسرارها، حيث بحثت وقرأت عن هذا العالم وبلورت الفكرة في أعمال فنية تراعي خلالها بعض الإجراءات الوقائية.
ولفتت إلى أن شغفها بالفن والمهارات اليدوية منذ فترة طويلة، إلى صياغة أعمال تركز على مفهوم الجمال من خلال عمل «براويز» فني يتزين بفراشات مختلفة الأشكال والأحجام والألوان، على الرغم من أن ذلك لم يكن سهلاً، فهو يحتاج إلى وقت طويل لجمع وشراء الكثير من الفراشات من عدة دول.
وتمتلك ميثا 60 فراشة و300 جناح، ومن باب حبها للطبيعة والحيوانات والأعمال اليدوية، دمجتها كلها في فن واحد، من أجل التجميع والعرض والدراسة العلمية، وفق اشتراطات بيئية وصحية.
ولفتت إلى أن التعامل مع الفراشات يتطلب بعض الدقة والصبر، خاصة خلال وضعها في البراويز تجنباً لتساقط أجزاء الأجنحة أو الجسم، ورغم كل ذلك فهي حينما تقوم بعملها الفني تستمتع كثيراً بإظهار عالم الفراشات في صورته الجميلة، وفي كل مرة تكتشف المزيد من المعلومات عن بعض الأنواع، التي تتعدد مسمياتها ويختلف موطنها، فهناك فراشات تظهر في النهار، فيبرز جمالها مثل «Euploea mulciber»، التي لا يبرز لون أجنحتها إلا مع انعكاس أشعة الشمس، بالإضافة إلى تواجد الكثير من الأنواع الأخرى من الفراشات، التي يلمع لونها في الليل، وتستطيع أيضاً أن تلون نفسها بلون المكان الذي تقف عليه وبهذا تتمكن من الحصول على فترة استراحة هادئة من دون أن تتعرض للهجوم.
ليست للبيع
قالت ميثا النعيمي «تمتلأ غرفتي بالبراويز التي تضم الكثير من مختلف أنواع الفراشات ولكل منها قصة وحكاية على كل ركن من خلال أشكال هندسية بديعة وألوان متعددة، فتبدو رائعة الجمال. ومعظم أعمال ميثا اليست للبيع، فهي تجمع الكثير من الفراشات من منطلق أنها رغم قصر عمرها، فإن أعمالها الفنية جاءت لاستمرار وجود الفراشات بعد موتها.ولفتت أن الفراشات تعيش في كل أنحاء العالم، في الغابات المدارية المطيرة والحقول والغابات وقمم الجبال الباردة، حتى في الصحارى الحارة، حيث تهاجر لمسافات طويلة لقضاء الشتاء في المناطق الدافئة، ويوجد منها نحو 20 ألف نوع.