عدد اليوم
ساسي جبيل (تونس)
تعتبر الصحراء التونسية وجهة بارزة للسياحة الشتوية في هذه الأيام وللمولعين برياضات التحدي، لما لها من مقومات مناسبة للترويح على النفس، والتمتع بجمال الطبيعة وروعة اعتدال الطقس وجفاف المناخ، حيث البحيرات وواحات النخيل والكثبان الرملية والجبال الشاهقة وينابيع المياه المتدفقة والتأمل والهدوء والتخييم بعيداً عن زحام المدن.
يتميز مناخ المناطق الصحراوية في الجنوب التونسي بالطقس المعتدل في هذه الفترة من العام، مما يزيد الإقبال الذي يؤدي إلى نشاط الحركية الاقتصادية التي تشهدها مناطق الجريد ونفزاوة وقفصة (بمحافظتي توزر وقبلي وقفصة) بالجنوب الغربي للبلاد، بحكم تزامنها مع فترة جني التمور التي تنعش تلك الجهات كما تمتّع أهاليها الفرح والانشراح، عبر نشاطات سياحية وثقافية ومهرجانات، بالإضافة إلى تزامنها مع العطلة الشتوية في المدارس والجامعات، ما يشجع العائلات على تغيير الأجواء والاستماع برحلات إلى تلك الجهات الصحراوية.
أما عشاق المغامرة، فإنهم يتوغلون وسط الكثبان الرملية التي يشقونها بسيارات رباعية الدفع تجعلهم يشعرون بتأثيرات الصحراء، حيث يجوبون المسالك الصحراوية والجبلية بمناطق عديدة.
وفي هذا السياق قال الإعلامي علي الخميلي، إن الذين يحبّون الطبيعة يفضلون قضاء عطلهم الشتوية في تلك المناطق الصحراوية، ومنها مدينة دوز التي تتميز بحيويتها وجمالها، ومهرجاناتها، وغالباً ما يشار إليها باسم «بوابة الصحراء»، وهي بمثابة المحطة الأخيرة للحضارة قبل اتساع رقعة الصحراء.
أما جمال الدين الشابي الباحث في الحقل الثقافي فأكد أنه وفي كل شتاء يتحول إلى جهة الجريد لقضاء عطلته فيها والاستمتاع بجمال الطقس والمهرجانات الثقافية المتعددة سواء في توزر أو دقاش أو نفطة أو تمغزة (بمحافظة توزر)، وكذلك بالأنشطة التي تحاكي الصحراء والحياة البدوية إضافة إلى عروض الفرق الفلكلورية والفروسية، مشدداً على أن أهل الجريد مازالوا يحتفظون بالقيم التراثية للصحراء في مخزونهم الشعري والأدبي، ويتمسكون بالتراث البدوي، ويعتبر مهرجان توزر واحداً من أبرز الفعاليات الثقافية التي تستقبل الآلاف خلال شتاء كل عام في مدينة الشاعر الكبير أبو القاسم الشابي.
