لكبيرة التونسي (أبوظبي)
شددت حملة «الأبوة كما نطمح» التي نظمتها مؤسسة التنمية الأسرية مؤخراً على أن وجود الأب في حياة الأبناء، لا يعني فقط التربية والرعاية، بل يعني القدوة والسلطة والتكامل الأسري، فالأبناء بحاجة إلى أن يشعروا بأن هناك حماية ورعاية وإرشادات تختلف نوعاً ما عما يجدونه عند الأم، حيث إن الأب هو الراعي الأساسي للأسرة، وهو المسؤول عن رعيته، فوجود الأب كمعلم في حياة الابن يعتبر من العوامل الضرورية في تربيته وإعداده.
توفير النفقات
ولفتت فعاليات الحملة إلى أنه من الأساسيات التي يحتاجها الابن من الأب: النفقة والاستهلاك، الأمان والحماية، الامتداد والانتماء، التوجيه والإرشاد إلى جانب الدفء العاطفي، موضحة أنه يغفل العديد من الآباء عن الأدوار التربوية المهمة مقابل الاهتمام بتوفير لقمة العيش لأبنائهم، وفي الوقت نفسه أشارت إلى ضرورة عدم غفلة بعض الآباء عن توفير النفقات والمستلزمات الاستهلاكية لأبنائهم، وحذرت من الإهمال أو الغياب والطلاق.
وأوضحت الحملة أن الشعور بالأمان والحماية يتحقق للأبناء عندما يكون الأب بجانبهم، لأن ذلك يعزز الثقة في أنفسهم، ويقلل حالات التنمر عليهم، وتطرقت إلى أن الأسرة مؤسسة مجتمعية مهمة ينتمي إليها الأبناء ويعتبرون أنفسهم امتداداً لهذا الكيان، حيث إن أي إنجاز للوالدين يحقق شعوراً بالفخر لدى الأبناء.
مهارات
ونبهت إلى أن الوالدين المصدر الأول للأبناء في التوجيه والإرشاد، من خلال زرع القيم والاهتمام بالتعليم والتدريب على المهارات اليومية أو الأنشطة الحياتية، موضحة أنه من هذه القيم التي يحتاجها الطفل: الصدق والأمانة وصلة الرحم، ومن المهارات الحياتية القدرة على اتخاذ القرار وحل المشكلات، بالإضافة إلى إمكانية المشاركة في أعمال المنزل والاهتمام بأمور الزراعة وتنسيق الزهور.
القدوة
وأكدت أن «وجود القدوة» من أهم أساليب التربية، ولها أهمية كبيرة في العملية التربوية، وتعتبر حاجة إنسانية لاسيما عند الأبناء، الذين يقتدون بالشخصيات التي تمثل دور البطولة حسب فئتهم العمرية من أبطال الكارتون ومشاهير السينما والرياضة، وهنا يبرز دور الأب الذي يمكن أن يحمي ابنه من الاقتداء بشخصية قد لا تلائم قيم المجتمع الذي يعيش فيه.